أكبر عائق للوعي والنضج جدار الأنا ، وفي الوعي مساحة للسلام مع النفس ، ومع الآخر ، وبه يعرف الإنسان الإنسان ، ويدرك عيوبه وأخطاءه ، ويدرك مسؤوليته ، الأنا الطاغية تبدأ بأنا ، وتنتهي بمن أنتم ؟ عندما تتلبس الأنا بالمرء ؛ تدفعه للاستكبار والغرور والعنصرية وعبادة الذات ، ونسبة الخير للنفس والشر للغير ، واحتقار الآخرين ، والاعتداد بالذات بمزاعم التميز الديني أو الاجتماعي أو السلالي..
الأنا المستكبرة تجعل المصاب بها يخضع الحقائق لتصوراته المريضة ، فيأخذ ويترك ويستحسن ويستقبح ما يروق له ، وينصب نفسه - التي يراها مقياسا للحق والحقيقة - قاضيا وحاكما على الآخر
طغيان الأنا ونحن، يدفع لتصنيف الناس لأخيار وأشرار ، ويولد فوقية اجتماعية ، واستعلاء يصيب المتخلفين والجاهلين والحمقى ؛ فينظرون للآخرين من مركزيتهم النشاز ، دون مراعاة لمبدأ التنوع ، ودون الشعور بالحاضر أو المستقبل الإنساني المشترك ، ساعين بإصرار عجيب لتدمير المجتمعات والأوطان ؛ قربانا للأنا ونحن المتضخمتين ، غير مدركين بأن الإنسانية والعيش المشترك ، سيبقى مادامت الحياة على البسيطة ، وأنهم لن يحصدوا إلا ذكراهم القبيحة.