د. أحمد بن إسحاق
حين تُزعج الشفافية شبكات الفساد
الثلاثاء 8 يوليو 2025 الساعة 23:09

تابعت كما تابع الكثير من أبناء الشعب الهجمة الإعلامية الشرسة والمنظمة ضد رئيس الوزراء الجديد الاستاذ سالم بن بريك، ولم أجد في كل تلك الأصوات العالية دليلاً واحدًا على فشل خطة الإنقاذ ذات الـ100 يوم، ولا حتى نقدًا جادًا يستند إلى حقائق أو أرقام.

ما يُستهدف هنا ليس شخص بن بريك، بل النجاحات التي بدأ يحققها خلال 35 يومًا فقط من تعيينه:

🔸 استعادة عمل مصفاة عدن بعد سنوات من التوقف.
🔸 إحياء الهيئات الرقابية، وتفعيل أدوات الدستور في مراقبة أداء الدولة.
🔸 عودة البرلمان للحياة بعد ربع قرن من الغياب.
🔸 فتح باب الترشيح الشعبي لهيئة مكافحة الفساد لأول مرة.
🔸 إعادة تفعيل دور المجالس المحلية* في التخطيط والمساءلة.
🔸 فرض الشفافية على عقود الطاقة*، ومراقبة صرف مخصصات الكهرباء.
🔸 تفعيل لجان المناقصات* وتقييد الفساد المؤسسي الذي طال أمده.

نعم، قال بن بريك إنه لا يملك موارد داخلية أو من التحالف… ولم يكذب، لكنه لم يبرر بها العجز، بل كشف الحقيقة التي ظل كثيرون يهربون من مواجهتها، ثم تحرك ليبني من الصفر مشروعًا إصلاحيًا جريئًا، يعيد للدولة أدواتها، ويرد الاعتبار للرقابة والمؤسسات.

الهجوم عليه اليوم يكشف عن ارتباك شبكة المصالح، التي لم يرق لها أن ينهض جهاز الدولة من ركام الصمت والتجريف.

إن المسؤول الحقيقي ليس من يملك الموارد فقط، بل من يملك الإرادة والشجاعة ليعيد بناء الثقة، ويضع أسس الإنقاذ… وهذا ما بدأه بن بريك، وما يخيف الفاسدين الآن.

المقالات