لدينا اليوم فعلاً رئيس يقابل الكل ويتعامل مع الجميع، رئيس يعقد يوميا اجتماعات مطولة مع كل الوزراء والمسئولين والقادة، وبابه مفتوح لكل اليمنيين، وتلقونات مكتبه لا تتوقف لحظة، فهو لا يرد فقط على اتصالات الناس، لكنه ايضا يجري اتصالات بمختلف الشخصيات والقيادات والمكونات الوطنية المتفقة معه والمختلفة، ويسمع بانصات وادب ويتعهد الناس بالسلام والاطمئنان.
في اليوم الثالث لعيد الفطر مررت بمكتبه في عدن ووجدت الزوار ذاهبون آيبون ودخلت عليه ووجدته مع الناس يتفقد هذا ويسأل عن حال ذاك، وخلال وجودنا عنده اجرى عدة مكالمات لمعايدة قيادات يمنية اعلم انهم مختلفون معه سياسيا طيلة السنوات الماضية، وبعضهم قال عنه وفيه وفي موقفه الكثير، لكنه اليوم يشعر بالكرسي الذي يجلس عليه والمسئولية العظيمة الملقاة على عاتقه وزملاؤه، ويدرك انه لا شيء بدون الناس، وان واجبه الوطني يفرض عليه متابعة الجميع، والاتصال بالكل، والتواصل مع الكافة، واجبه اليوم هو الاقتراب من الناس والاستماع الى رؤاهم وآرائهم، وهمومهم ومطالبهم، آمالهم وآلامهم، جراحاتهم وأمنياتهم، وانه بمجرد ان أصبح رئيسا فأنه هو المعني بالبحث عن شعبه، والاستماع الى حكماءه وعلماءه، رجالات الدولة وقيادات البلاد بغض النظر عن كل تباين سياسي .
اليوم فعلا لدينا رئيس مسنود بسبعة من قيادات اليمن، رئيس يدرك مشاكل وهموم وتراكمات واستحقاقات المرحلة، وينتظر الناس منه ومن حقبته الجديدة انجازات كثيرة والوقت امامه وامام فريقه ضيق جدا والبنية الادارية التي تركها له السلف هشة وتالفة وتفتقد لادنى معايير الكفاءة والقدرة والنزاهة، رئيس مطالب باستعادة الدولة من غاصبيها "مليشيا ايران الحوثية" وهذه المهمة تحتاج فورا البدء بعملية اصلاح شامل لقطاع الجيش والامن الذي لم يبنى على اي اسس او معايير قانونية ومطالب بتحسين الحالة الاقتصادية للبلد وضخ المرتبات وتنمية المناطق المحررة ابتداء بالعاصمة الباسلة عدن، ومطالب بعمل سياسي دؤوب يتجاوز مطبات والغام الفترة الماضية، ويحترم بصدق ارادة الناس بدءاً باحترام وتقدير ارادة اهل الجنوب العظماء عصب المشروع العربي وحاضنة الدولة اليوم .
ورغم هذا كله يظل التفاؤل هو سيد الموقف ليس لان الامور هينة وسهلة ومتاحة، ولكني من الناس الذين يؤمنون ان بلادنا ولادة بقادة عظماء اذا قال الكون كله ان اليمن قد ولت وانهارت ووصلت حافة اللاعودة خرجوا ليقولوا للعالم نحن استثناء وفينا وضع الله تعالى سره العظيم، ومن تحت الركام دوما ننتفض ونحقق الاعجاز، ونهزم المستحيل بكل تفان وشموخ، يسندنا شعبنا الابي الجبار الذي اذا توفرت له القيادة الصادقة الحكيمة المخلصة، سار الى المجد يقود مسيرته اقيال وتبابعة عظام، أقاموا الدول والممالك التي دانت لها الدنيا منذ عشرة الاف عام، وما سقطوا يوما الا لينهضوا من جديد ويعيدوا كتابة التاريخ بعدل وسمو وانصاف، واني ارى القيادة قد توفرت وما تحتاجه اليوم هو مزيدا من العزم والاصرار والشجاعة لمواصلة التصحيح وبالتصحيح سيسقط مشروع الامامة الكهنوتي البغيض، فما كان الا بضعفنا وفسادنا وتفرقنا واذا صلحنا واصلحنا فسيلتف حولنا شعبنا ويتلاشى عدونا الباغي صاغرا امام اخلاصنا وصدقنا ووعينا الذي لا يخالطه وهم ولا شك .
لدينا رئيس ومن حوله سبعة نواب نعلق عليهم الآمال ونصدق لهم في النصح وندعو لهم بالتوفيق والسداد وان قصروا او اخفقوا او تقاعسوا فلن نرحمهم ولن يغفر لهم الله ثم الشعب والتاريخ..