في أطروحتي للدكتوراة، بينت بما لا يدع مجالا للشك، أن الزيدية الهادوية، لا يقولون بأحقية آل البيت في الزعامة الدينية أو السياسية..
ويؤسفني أن كثير من المثقفين لا يفرقون بين الزيدية الهادوية وبين الزيدية الجارودية التي ظهرت في العراق وامتدت تأثيراتها إلى اليمن مما أدى إلى الخلط بينها وبين الزيدية الهادوية.
المذهب الزيدي الهادوي مذهب معتدل يدعو إلى العدل والتوحيد ومنهجه في الفقه الاجتهاد بما يصلح للزمان والمكان ولا يلزم المسلم التقليد لفقه بعينه. والتسمي بالإمام مشتق من إمامة الناس في الصلاة.
أما الفكر السياسي للزيدية الهادوية فهو كما قلت سابقا لا يدعو إلى نظرية الحق الإلهي لذرية علي بن أبي طالب من إبنيه الحسن والحسين، وفي كتاب سيرة الهادي رواية بأن أحد أصحابه دعاه بالسيد فغضب ونهاه عن ذلك. هذه شهادة أقولها لله وللتاريخ.
توفي محمد رسول الله ولم يوص لأحد بالخلافة وأراد للمسلمين أن يختاروا لأنفسهم وكذلك فعل الخليفة علي بن أبي طالب فلم يوص للحسن أو الحسين.
ومن يقرأ تاريخ الهاشميين من أبناء الحسن والحسين يعلم أن كثيرا منهم كانوا علماء أفاضل زاهدين في الملك والزعامة.
ومن يدعي أن النبي صلوات الله عليه أوصى فاليعلم أنه يسيئ للنبي إذ أنه صلوات الله عليه بعث رحمة للعالمين ولم يبعث ليؤسس ملكا لبني هاشم، حاشاه من ذلك.
يؤلمني جدا أن يساء للنبي صلى الله عليه وسلم، بهذا المعتقد الذي يقول بحصر الإمامة في البطنين الحسن والحسين.
إن عظمة النبي محمد، أنه بعث ليقضي على العصبية وليساوي بين الناس وليثبت مبدأ إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
اللهم إني بريئة ممن يقول بذلك المعتقد..
* متخصصة في تاريخ زيدية اليمن