د. محمد مارم
27 رمضان.. ذكرى الإنتصار
مع مرور سنوات ست، على ذكرى انطلاق معركة السهم الذهبي، معركة تحرير عدن من المليشيات الانقلابية الكهنوتية القادمة من كهوف مران، نتذكر بطولات المقاومة في عدن التي كسرت المشروع الصفوي وأعادت تشكيل خريطة الطموحات الايرانية في المنطقة ووأد نشوتها في السيطرة على 4 عواصم عربية.
انتصار المقاومة في عدن، وصمودها الاسطوري غيرت المفاهيم واربكت الخطط التي اعدت للسيطرة الكاملة وفقا للمقاييس العسكرية والمنطقية في ظل اختلال موازين القوى لصالح الطرف الغازي ..
حين نحيي ذكرى انتصار عدن ليس من قبيل الترف الفكري او الاستعراض النضالي وشطح المواقف والثبات، ولكن الأمر ذو اهمية لاسباب عدة اهمها ان هذه الملحمة تعد نقطة تحول في الصراع الايراني العربي، وامر آخر هو التضحيات الجسمية والمواقف البطولية التي قدمتها المقاومة طوال ايام اجتياح عدن ثم مرحلة اعادة الصفوف والالتفاف الشعبي واللحمة المجتمعية والتناغم بين القيادة السياسية والمقاومة.
حين نتذكر اللقاء الاول لقيادة الدولة الشرعية ، بتوجيهات فخامة الرئيس القائد الاعلى للقوات المسلحة المشير عبدربه منصور هادي، جاء الالتقاء في مكتب قيادة امن محافظة عدن ، في مكتب القائد محمد مساعد، بداية الانطلاق، د. محمد مارم، اللواء علي ناصر هادي، العميد سيف البقري، العميد محمد مساعد قائد امن عدن، ومن هنا بذرة وتحقق النصر الذي يعد اشبه بالمعجزة، في ظل وضع معقد يكاد يكون محسوم لصالح الانقلابيين.
نستلهم من كل ذلك دروس وعبر بان التوافق والتسامح والتعاضد وقبول الآخر سبيل للنجاح والانتصار، وهذا ماتحقق في معركة تحرير عدن، وان الاختلاف والشقاق والاقصاء لن يحقق نصر او سبيل لتنمية وهذا ما نشاهده اليوم في عدن.
مازلت اتذكر هامات جمعتنا بهم لحظات فارغة وايام حاسمة، منهم من قضى نحبه شهيدا وفارسا مقداما، ومنهم من ينتظر وكل تقديري واحترامي لمن لم يبدلوا في مواقفهم الوطنية ومبادئهم الاخلاقية تبديلا تحت قيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يقود المرحله بصبر ايوب رغم كل التحديات.
نترحم على كل الشهداء ونخص شيخ الشهداء الاب الجسور علي ناصر هادي، وندعو كل المقاومة وقياداتها الى اعادة اللحمة الوطنية، فهي المخرج الأول لليمن نحو الاستقرار..
ودعوتنا الثانية، للتحالف العربي ، بالأخذ بما يطرحه عقلاء اليمن ف"أهل مكة ادرى بشعابها ".
* سفير الجمهورية اليمنية لدى جمهورية مصر العربية