سعاد الحدابي
الدريهمي والهدنة القاتلة !
الاثنين 30 نوفمبر 2020 الساعة 01:32
في حين يستعد غريفيث للاحتفال بالكرسمس ويجهز هدايا عائلته تهدي مليشيا الحوثي قذائف الهاون لقرية القازة، القرية البائسة الواقعة في مديرية الدريهمي، المدينة التي تقف والموت على شرفة تطل على الجرح التهامي العميق...
الدريهمي إحدى مديريات تهامة التي كان للمندوب الأممي دور في إيقاف تحريرها، حين دعا لمؤتمر استوكهولم 2018م فاستجابت الشرعية، ولم يلتزم الحوثي ومنذ ذلك الوقت وتهامة تقدم ضحايا الغارات الحوثية، فأين غريفيث من جراح الدريهمي ؟ وهل أدرك غريفيث أن الحوثي لا يعترف بهدنته ولا يقرّ ببنود مؤتمره ؟
عدد الغارات كثيرة لكن الفيديو القادم من الدريهمي، والذي طالعتنا به منصات السوشل ميديا يدمي القلب لمنظر أولئك الصغار من الضحايا والذين تسببت الهدنة في إصابتهم.
وماهؤلاء إلا قلة ممن نقلت إلينا الكاميرا صورة من إصابتهم، فكثيرون قضوا دون أن تلتقط الكاميرا جراحهم، الجرح الذي يتسع كل يوم في هذه المدينة الصابرة على الموت والجوع والإقصاء.
اسمعوا استغاثة الصغار وبكاء الأمهات، شاهدوا تلك الجثث المسجاه على أسرة الموت، وتأملوا رعب الفاجعة في ملامح الأطفال...
الصور مؤلمة وعدد الشهداء يتزايد في ظل عناية طبية متواضعة، في مركز يفتقر لغرف العناية المركزة وتجهيزاتها.
ترى هذه الأجساد الملقاه على أسرة الموت والجراح من أباحها للقتل ومن قدمها على طبق من صمت للحوثيين ليفتكوا بها على مرأى ومسمع من العالم ومن غريفيث الذي لا شك لايزال ممسكا بملفه ليعرضه في مجلس الأمن!
هل مازلتم تأملون في حلول غريفيث وهدنته؟
غريفيث لا وقت لديه ليرى صور الضحايا ويدرك مدى جنايته على هذه المدينة، وتلك المليشيا المتعطشة للدم لن تتوقف عن تصويب قذائفها لصدور التهاميين العارية و بطونهم الخاوية؛ فمدفعية الحوثيين لم تعد تضرب في المعارك فحسب بل صارت تغتال الحياة في أي موضع تصل إليه قذائفها، لم تردعها هدنة غريفيث، ولن يردعها العرف القبلي الذي لا يجيز العيب الأسود، وقتل العزل من النساء والصغار، لن تتوقف عن مسيرة الموت المنظم الذي رافق صرختها منذ انطلقت من كهوف مران، ومليشيا هذا نهجها لن تشبع من دماء اليمنيين، وما قتل صغار الدريهمي ونسائها إلا دليل آخر على دمويتها! فهل يعي غريفيث جنايته على تهامة وابنائها المقيمون على هامش وطن، وهل أدرك ما تسببت فيه هدنته المشؤومة؟!
تهامة المعزولة بمعاناتها والبعيدة عن نظر غريفيث هل يتحدّ أبناؤها ويردون عن أنفسهم ظلم الحوثي وقذائفه، فلا غريفيث ولا قوات الساحل ستنقذهم مالم يوحدوا صفهم ويتبنوا قضايا اقليمهم المهمش بعيدا عن الهدنة القاتلة.