سالني صديق عما اذا كان هناك موقف من التاريخ يصلح اسقاطه على موقف الوزير الموقوف صالح الجبواني واتهاماته التي وجهها لرئيس الوزراء - بعد توقيفه عن العمل - فقلت له لا يخطر ببالي حاليا مواقف من التاريخ غير موقف الجبواني نفسه فقد كان دبلوماسيا في جيبوتي لخمس سنوات وبعد اقالته في العام 2009 اعلن ولاءه للحراك الجنوبي احتجاجا على مجزرة وقعت قبل عامين من اقالته.
لم اكن اتمنى ان يظهر الجبواني بهذا التشنج الذي لا يدل الا على افلاس بنك الاهداف في استهداف الخصم ، نقبل هذه الاتهامات من ناشطين في الفيسبوك يتخاصمان فيقسم احدهما ان الآخر عميل للحوثي او مخترق للشرعية ، اما ان يصدر عن مسؤول دولة فهذه صبيانية لا تليق بالعمر قبل المنصب.
حديث الجبواني عن ان رئيس الوزراء اعطى موافقة خطية للامارات عن ضربة العلم ، مثير للسخرية ، فالتحالف بشقيه لا ياخذ اذنا لا من الرئاسة ولا من الحكومة منذ تفويضه في العام 2015 ، بل ان الوية الحماية الرئاسية سبق ان تعرضت لضربة جوية في احداث مطار عدن المعروفة عام 2017 ، فهل اعطى رئيس الوزراء حينها الدكتور احمد بن دغر موافقة خطية على هذه الضربة ؟؟.
يتناسى الجبواني انه كان واحدا من المروجين لمذكرة شكوى رفعتها الحكومة اليمنية في عهد رئيس الوزراء الحالي الى مجلس الامن ضد الامارات ، كما يتناسى كلمة وزير الخارجية التي القاها نيابة عن الحكومة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر 2019 ، كما يتناسى بشكل عام بيانات رئاسة الوزراء الصادرة حينها وما تضمنته اجتماعات مجلس الوزراء التي كانت تعقد برئاسة الدكتور معين عبدالملك نفسه.
ثم اذا حدث هذا الامر الذي لا يتقبله عقل ، فلماذا صمت الجبواني كل هذه الفترة ؟ ولماذا لم يتذكر الا بعد انتهاء زيارته الاخيرة للرياض ويأسه التام من تولي حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة.
سبق لي ان انتقدت اداء الجبواني كوزير بمنشورات وكتابات كثيرة سابقا لدرجة ان دعوت الى الحجر على قراراته الادارية ، وذلك بعد ان تدخل الرئيس هادي شخصيا لالغاء قرارين اتخذهما باستعجال ، لكن لم اكن لاتصور ان الجبواني تعدى مرحلة الطيش في اصدار القرارات الى الطيش في اطلاق التهم والافتراء عند الغضب.
لا اكتب هذا دفاعا عن دولة الدكتور معين عبدالملك ، الذي لا يجد مثل باقي السياسيين قبيلة او عسكر او حزب يقف خلفه ويدعمه ، كما انه لا يصرف على قطيع من المطبلين كحال سياسيين اخرين والا لكانت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي قد امتلأت بالتطبيل له وتلميعه.
نصيحتي للجبواني: لا تصدق من يتفاعل مع هذه الاتهامات غير المعقولة فحتى من يؤيدها نكاية برئيس الوزراء يسخر منها في قرارة نفسه ، واغلبهم يتداولونها بطرافة مستشهدين بالمثل التهامي الشهير : بعدما ضرطن فزن.