لم يكن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، على امتداد توليه مهام زمام الحكم في الجمهورية اليمنية حقوداً او معادياً  في سلوكه او حكمه ضد أبناء شعبه، او اتصالاته مع الأحزاب والمكونات السياسيّة والشخصيات الإجتماعية، بل كان وما يزال الرئيس اليمني الذي منح الأحزاب والأفراد حقوقهم الكاملة، ونصر القضيتين الجنوبية وقضية صعدةً، وآلتفت نحو تهامة في آن واحد، في وقت كانت الأطراف الثلاثة تذوق وابل التنكيل والتعسف والاخماد مع كل مطلب تجاه قضاياهم ومطالبهم الحقوقية، ولنا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل عضة وعبرة.

اليوم الرئيس هادي، وحكومته ممثلة بشخصية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ومن العاصمة المؤقتة عدن، يمنحان الإنتقالي الحق في الحصول على حقهم السياسي والدستوري الكامل، فقط عندما يعلنوا عن حرصهم على أمن وسلامة المواطن في الجنوب وباقي المناطق المحررة  اولاً، وثانياً عندما يعلن الانتقالي عن تحوله إلى مكون سياسي ويطلب ذلك دستورياً، ويعلن عن برنامجه السياسي، يصبح له نفس الحقوق السياسية في مراكز الدولة وبالطرق المتبعة في البلادنا التي تبنّت الديمقراطيّة والتعددية السياسية نهجاً لها في الحكم.

كفى مزايدة بدون وجه حق، التعقل ومراجعة الضمير في حق أبناء الجنوب، هو الإنتصار الحقيقي لتنمية وبناء عدن، اما من يبحث عن انتزاع سلطة أو إسقاط حكومة، او خلق بؤرة فوضى تكون نقطتها العاصمة المؤقتة عدن، لن يكون حريصاً على بنائها ولن يتوقف عن تدميرها، من يملك فكر ة البنّاء، ليس بالضرورة أن يلوح بتعطيل الحياة وإفساد معيشة المواطنين التي بدأت مؤخراً في التحسّن التدريجي.

الحريص لا يأمر بزرع الشر او نشر الفوضى أو حتى الحديث عنهما، المرضى  والجرحى والقتلى، لم تجف دمائهم بعد، بل لم يتلاشى أصداء آنين وصراخ محبيهم من على جبل شمسان.. كوني بخير ياعدن.