خطاب الرئيس هادي اليوم كان قويا و تاريخيا ومفصليا وصادما للواهمين بالنظر إلى الظروف والملابسات التي تعيشها اليمن شعبا وقيادة و جيشا مع تداخلات الأزمة وتعدد الخصوم وضخامة التحديات وتشابكها وتخادمها على كل المستويات. الخطاب ليس جديدا فالمضمون واحد ومكرر والمكرر هنا يكون أحلى وأغنى و صورة شامخة لثبات الحق، وهنا تظهر القوة وتتضح الرسالة. فثبات الموقف والكلمة يحول الضعف قوة ويحرق المراحل بجبروت الصمود وحبل المدى يشق الصخر نحو انتصار حتمي للقضية الشعبية المقدسة. الكلمة جاءت تأكيدا على إصرار الشعب و القيادة بين كل هذه الزوابع والأعاصير والهزات المتتابعة المقصودة منها وغير المقصودة ليعلم من في قلبه مرض ويتوقف من يسرح بعيدا في الأمنيات أن حقوق الشعوب ليست أحلاما للواهمين أيا كان حجمهم ومواقعهم. تأكيده على المرجعيات الثلاث بعد كل هذه المدة الشاقة والطريق المرهق والصعوبات وكل هذا العك وتلويحات الترهيب، ولزُوجَةْ الترغيب و جعث المد و الجزر والتمردات العسكرية والسياسية والاقتصادية والمساومات الدولية والإقليمية البعيدة والقريبة والانهاك المستمر والضرب تحت الحزام وفوق الحزام. مع كل هذا الدوران والتدوير والتدويخ في فراغات سوداء مهلكة..جاءت الكلمة هي هي نفسها التي أُعلنت قبل سنوات وقامت من أجلها حرب ضروس فهي هدف الحرب ومن أجلها سألت دماء الشعب ومازالت تسيل ترؤي الأرض وتصعد متمسكة بالحق وثبات الكلمة إلى السماء وستبقى هي هي دون حساب لطول الازمنة واثقال الأمكنة. إنه تذكير بأن اليمن لا يساوم وليس سلعة للبيع والشراء أو الايجار إنه عمق الإنسانية وأساس الحضارة الضاربة في الحاضر والممتدة إلى المستقبل البعيد، و عند الثبات على الحق تتجلى قدرة الله القاهرة وإرادته الماضية. كلمة و رد غطائها المرجعيات الثلاث نفسها واليمن الإتحادي الواحد الهدف والمشروع. كلمة لم تتبدل كما لم تتبدل الدماء التي تسيل ومازالت تتدفق وهي هنا رسالة مكثفة واضحة قوية ومحددة لكل الأطراف ولكل الأطماع ولكل الغرف المغلقة والمفتوحة والنص نص والقريب والبعيد. وعلى التمرد الذي أشار إليه الرئيس بوضوح أن ينهي تمرده العابث وأن عليه أن يلتقط فرصة وساطة المملكة العربية السعودية وإلا لن يتجاوز مربع التمرد مهما ظهرت له المغريات.. فالتمرد ضد الأوطان والتلاعب بمصير الشعب عاقبته الانتكاسة مهما حاول الهروب إلى الأمام أو الخلف أو الشرق أو الغرب، ومهما تعدد المركوب والراكب و وسائل الوصول إلى الوهم سواء سار برجله أو على ظهر حمار اوبعير أو سيارة او طائرة عابرة..(المروح) واحد والعاقبة واحدة السقوط في حفرة على قارعة التاريخ. كثير من الرسائل في كلمة الرئيس اليوم منها تلك المرارة الساخرة عندما اشار إلى صورة المدرعات وهي تعتدي على مؤسسات الدولة والمواطنين في جزيرة سقطرى هناك في أقصى الجنوب وعرض البحر بينما هدفها المفترض أقصى الشمال في البيضاء ونهم وصنعاء ومارب ... عتاب مر واشارة ساخرة موجهه لأصحاب الشان عن انحراف بوصلة المعركة وشرعيتها. المرجعيات الثلاث واليمن الإتحادي هي الرسالة الشاملة في كلمة الرئيس اليوم والعابرة للمشاريع شمالا وجنوبا شرقا وغربا إقليميا ودوليا والبقية تفاصيل تابعة لمعنى واحد مشروع دولة اليمن الإتحادي ... ولابد من صنعاء ولو طال السفر.