د. محمد جميح
منذ اليوم الأول لدخول الحوثيين صنعاء، كان خالد الرويشان في موقف واضح منهم.
لم يدس رأسه في الرمال، شأن غيره ممن آثر السلامة، أو أراد فتات المليشيات من مال أو جاه.
لم يقف في المنطقة الرمادية، لكي يخدع النور بأنه صديقه، ويوهم الظلام بأنه حليفه...
بل برز شامخاً كأعمدة عرش بلقيس، يتحدى في عين العاصفة...
ظل الرويشان يقارع السحر بالثقافة، يتصدى للسلاح بالكلمة القوية الصادقة.
ظل يقارع الإماميين الجدد وهو وسطهم في صنعاء.
حاول البعض تشويه صورة الرويشان...
قالوا إنه لو لم يكن يخدم الحوثيين لما تركوه ينتقدهم وهو في صنعاء!
شكك البعض -عن قصد- في حقيقة معارضة الرويشان للحوثيين، بسبب أنهم لم يعتقلوه، رغم أنهم لم يدعوا صوتاً معارضاً إلا نكلوا به!
تساءل هذا البعض: لماذا يغض الحوثيون الطرف عن الرويشان؟!
اليوم خطف الحوثيون خالد الرويشان...
وليت أن الذين في قلوبهم مرض وصلوا إلى علاج لشكوكهم...
لكنهم حتى وقد اعتقل الرويشان، استمروا يقولون: اعتقله الحوثيون ليلمعوه!
الرويشان لا يحتاج إلى التلميع، لسبب بسيط، وهو أنه معدن نفيس، والمعادن النفيسة يكمن بريقها في داخلها...
عمر الإنسان لا يحسب بعدد السنوات، ولكن بعدد المواقف، وبما أن الأعمار كذلك، فلا شك عندي أن مواقف الرويشان قد كتبت له الخلود...
قبل فترة، أشيع أن الحوثيين اعتقلوا الرويشان، فتواصلت معه للاطمئنان عليه، قلت له: هل لك من خدمة؟
قال: شكراً، ما نستغني...
قلت: دعنا نرتب خروجك من صنعاء إلى مأرب، أخشى عليك سفاهة السفهاء...
قال بإصرار: أنا في بيتي، ولن أخرج منه.
أيها الصديق العزيز: لن ينال منك الإماميون الجدد إلا كما نال أسلافهم من الزبيري العظيم...
وكما ذهب سحر آل حميد الدين، وبقيت عصا الزبيري تلقف ما يأفكون، فستذهب تعاويذ آل بدر الدين وستبقى عصاك تسقط سحرهم، وكلماتك تلتهم الكهنوت مهما حاول أن يغيبك في ظلمات السجون...
#كلنا_خالد_الرويشان