القارئ للتاريخ يُدرك انكم رجال ذو قوة واول بأس شديد، لا تنكسرون رغم هول الضربات، ولا تجرفكم سيول رغم هديرها، فهي غثاء..

حجز لكم التاريخ فصولا في مقدمة صفحاته، وانتم تقارعون امامة بيت حميد الدين وطغيانها وأذنابها من ابناء جلدتنا، في مطلع القرن المنصرم وحتى ثورة الشعب المباركة في 26 سبتمبر 1962م، وكنتم نارا تأكل حطبهم، وحيات تلتهم ثعابينهم، وهذا سبب زراعتها بينكم بذور شرها، ليعاني شوك تلك البذرات اجيالا عدة، مازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم..

يا ابناء العود الكرام.. لست واعظا او مرشدا، كما اني لست شيخ عشيرة، ما ان يدعوا عصبته الا تداعت لها جاهليتها، بالمقابل لست الاكثر فصاحة وبلاغة وانتم الاقل فهما وادراك حتى اقف امامكم واعظا ومرشدا، الا انها الامانة التي نحملها على عاتقنا جميعا نحو مخلافنا اولا ومحافظتنا ثانيا، ووطننا الجامع "اليمن" ثالث ثلاث قضايانا، ولذا فقد وصل بنا في هذه الارض الطيبة بتربتها والمباركة بسكانها الاصليون، احفاد عود بن سالم، واقحاح تبابعة ومناذرة اليمن، الى حد الامتناع عن احقاق الحق وازاحة الباطل والمنكر..

اننا اليوم، ومهما بالغنا او كابرنا، نمر بأسوأ الظروف في ظل حكم بيت "بدر الدين"، الوجه الاخر لصلب الامامة وعصا بطشها بيت "حميد الدين"، وصارت كراماتنا مهامة مذلة ممن يدعون الاصطفاء والنقاء، فيما غيرهم اقوام تابعون وتابع التابعون، لا يحق لهم الا قول السمع والطاعة، مالم فنحن في قائمة الخيانة مصنفون، وفي قائمة التخابر مدرجون، وفي اقبة السجون مودعون، وكل ذلك نتيجة دسائسنا ضد بعض، ووشاية الماسحون لاحذية الامامة والمتزلفون لعرش أأمتها..

يا ابناء مخلافي العود الاصيل.. ما كانوا آبائنا خدم لغير الخالق او متزلفون لغير الرب، فلما نحني ظهورنا لعصي الامامة، وهو ما لم تقبله النساء من ازواجها..؟

ماذا يمكن لنا ان نروي لابناءنا بعد حقبتين او ثلاث؟، هل نقول لهم انه غُرر بنا بان دعاة الاصطفاء واحفاد بنت النبي قالوا لنا بان السماء ستمطر عسلا لو منحناهم ظهورنا ليمتطوها، ووظائفنا ليسلبوها، ومرتباتنا ليصرفوا لنا نصف راتب بكل ستة اشهر، فيما المال والترف يتفجر من آذانهم، وكلها من ايرادات ثروات ارضنا، وجبايات من كد عرقنا، وتبرعات من اقوات اطفالنا، ومع ذلك مازلنا عصاة بنظرهم.. نعم مازلنا عصاة لاننا لم نقبل ان يجرونا كقطيع اغنام الى معاركهم العبثية التي ظاهرها رحمة وباطنها اشد عذابا وإيلاما..

يا ابن جلدتي.. الا تجدون في كل قرية كيف استحضر اهاليها الخوف والانكسار، وهو ما لم يرتكبه حاكم من قبل الا في حقبة بيت "حميد الدين" ولن يرتكبه حاكم من بعد الا اذا استمر حكم بيت "بدر الدين"، فلا ترضوا لانفسكم هذا، وكونوا احبابا بالخير وصنائعه ويدا تتشابك مع الاخرى لتدفع بلاء هذا الوباء المتدثر بالهاشمية والهاشمية براءة منه، وان كان حقا هو هذا نهج الهاشمية فلتذهب الى قعر جهنم بمعية ابولهب، وليذهب دين الزيف الذي يحملوه والخداع الذي يوهمونا به الى جحيم صمودكم وتكاتفكم..

يا كل أب واخ.. أم وأخت.. بالحكمة والموعظة الحسنة سنطهر ارضنا من براثن الامامة ورجس استعمارها اللعين، وسنولَّـي وجوهنا شطر جبل العود العتيق، ونصلي صلاة الثائرين المنتصرين، نرتل فيها سور الاقحاح والاحرار وآيات صون الارض المتجزأة من العرض، ونُسمع في ركوعنا، وسجودنا، تسابيح مقدسة تعود لآلاف السنين قبل الميلاد وآلاف بعده.. ونكسِّر اصنام الامامة وعبدتها وازلامها ونقذفها في قعر جهنم الثائرين.. ختاما..

نقول والقول سديد الى من لا يمتلكون الجرأة والشجاعة ان يترفعوا عن صغارهم ، ويسموا بانفسهم حتى وان رخصت صنائعهم، ولا يسلخوا جلد شاه بسبب قطيع هي منه، لان سمات الجبناء تزيد اصحابها فضحا لسوءاتهم.. والله الموفق..

11 فبراير/ شباط 2020م

* رئيس تحرير "معين برس"