د. علي العسلي
ثورة 11 فبراير قيمة وهوية وطنية جامعة..!
الثلاثاء 11 فبراير 2020 الساعة 01:04
أتعلمون أن الحراك الجنوبي كان السباق بالتحرك ضد النظام الذي انقلب على اتفاق الوحدة اليمنية وعلى وثيقة العهد والاتفاق، ولقد تأخر الحراك في المحافظات الشمالية حتى ظن الجنوبيون أن يدفعون ثمن تحركهم لوحدهم، مما جعل الكثير منهم يرتد عن الوحدة ويفضل فك الارتباط، بل واتهام أبناء المحافظات الشمالية بمهادنة النظام وسكوته عن جرائمه في الجنوب..
وعلى الرغم من أن التهاميين باعتراف الشمال والجنوب أنهم كانوا الأكثر تحملا لمأسي وكوارث النظام، وكانوا الأكثر من صودرت أموالهم وعقاراتهم، وامتهنت كرامتهم وأقصوا من أخذ حقوقهم دون أن يقف معهم أحدا من اليمنيين، احزابا وتنظيمات ومنظمات مدنية، إلا إن ذلك لم يغفر للمحافظات الشمالية عند بعض الجنوبيين فأشعلوا جذوة الكراهية والحقد ضد كل من ينتمي للمحافظات الشمالية حتى وإن لم يكن مع النظام الجاثم على صدور اليمنيين في المركز المقدس ومعارضا له ومعترضا عليه..!
فبعد انطلاق ثورة فبراير ٢٠١١ توحدت الجهود شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ضد النظام الشمولي الفردي الديكتاتوري الذي شوه قيم الثورة والوحدة، وأهان الدستور والقوانين المصاغة والمعدلة _فساداً وافساداً من قبله_ و على مقاسه بين كل فترة وأخرى، ولقد كان على وشك تصفير العداد والبدء من جديد بصياغة ما يجعله معمرا ومستمر إلى تمد الحياة، بل وتوريث أبنائه .. حكم فاسد ومفسد.. فاندلعت ثورة فبراير للقضاء على ذلك، وانهت اهانة وامتهان جميع اليمنيين دون استثناء، إلى أن اندلعت الثورة المضادة في الــ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤ وانتجت حربا في مارس ٣٠١٥ مازالت حامية الوطيس وثوار فبراير المسالمين حينه قورتهم، معظمهم الآن في الصفوف الأولى من جبهات القتال للدفاع عن المكتسبات المتحققة من ثورتهم ..!
.. إذاً.. ثورة فبراير كما قال السياسي والدبلوماسي المحنك الدكتور ياسين سعيد نعمان" حقيقة من حقائق تاريخ اليمن المعاصر .. لن يضرها شيء أن يترك الحديث عنها جانباً في الوقت الحاضر .
فأنصارها لن يضيفوا شيئاً لقيمتها الوطنية بالدفاع عنها ، ولن ينتقص خصومها من هذه القيمة عند مواصلة الهجوم عليها ." فقد وجد الجميع أمامهم مشاريع صغيرة سلالية وانفصالية ومتحكمة على الأرض واعدمت الدولة ومؤسساتها، وصارت المليشيات المسلحة هي الحاكمة تحت لافتات ثورة أو سلطة أمر واقع ..!؛
إن أهم ما سطرته ثورة فبراير هو أن أخرجت بضغوطها رؤية جامعة لبناء دولة اتحادية حديثة وديمقراطية، حدث ذلك من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي اتفق فيه الجميع على نتائج تاريخية، يجعل من ثورة وثوار فبراير الاستمرار حتى تتحقق تلك النتائج واقعا معاشا، أي الوصول إلى النتائج المنشودة الآتية :
حرية وكرامة انسانية وعدالة اجتماعية، دولة اتحادية بمواطنة متساوية وتوزيع عادل للسلطة والثروة، دولة تقر الحقوق المدنية ، وحق الناس في تقرير اختياراتهم السياسية.
هذا ما اتاحته ثورة فبراير الشعبية السلمية بأدوات مدنية سياسية ومن يريد تمرير أو فرض رأيه وفكره بالقوة لن يكتب له النجاح مطلقاً ..!
إن ثورة فبراير هي امتداد طبيعي للثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر، لذلك على الجميع الاصطفاف والتكاتف، وخاصة من قبل الصف الجمهوري، ليتوحد الجميع للانتصار لأهداف الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر و فبراير في اصطفاف يواجه هذا المشروع السلالي الإمامي الظلامي المدمر وينهي انقلابه، قم الانطلاق لبناء الدولة الاتحادية وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل..!
فبراير.. ثورة متجددة و إرادة متجذرة و روح لا تقبل الانكسار !؛ علينا الاحتفاء بالذكرى التاسعة لثورة 11 فبراير المجيدة والاستمرار بالنضال من أجل تحقيق أهداف الثورة نحو يمن مدني عادل ومستقبل يليق بكل أبناء الشعب. وعهداً سنواصل النضال ونستكمل طريق ثو ة الــ ١١ من فبراير القيمة الوطنية التي يعتز بها اليمانيون ، ولنحافظ على هويتنا اليمنية التي يحاول الأقزام خدشها وتضليل اجيالنا بعدم جدواها ..!
في الختام ثورة الــ11 من فبراير هي ثورة شبابية شعبية سلمية، بمعنى هي ثورة كل الأجيال والتي تنشد الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية في وطن الآباء والأجداد..
وبهذه المناسبة الخالدة نهنئ كل الحركات الشبابية والمكونات التي تشكلت أثناء الثورة، ونهنئ شعبنا وقيادتنا الشرعية التي أمنت بها، وإنها لثورة حتى يأتي الفجر، ويذهب الظلام الدامس والمتمثل بالانقلابين وأعوانهم..
الرحمة لشهداء الثورة الشبابية الشعبية، وفي المقدمة منهم شهداء جمعة الكرامة " المذبحة الكبرى" والتي لن تنسى ولن يسامح مرتكبوها مهما غالطوا وأخفوا أدوات الجريمة والمجرمين .. !