عبدالله ناصر العولقي
أهمية التعليم وضرر توقف الدراسة
السبت 1 فبراير 2020 الساعة 16:33
تعتبر مهنة التعليم من المهن الصعبة، فالمعلم يتعامل مع جماعات من التلاميذ والطلاب من مختلف الأعمار، فيواجه أثناء تأديته لعمله الكثير من المصاعب، ويتوجب عليه أن يضع في حسبانه عند تفاعله مع التلاميذ لا سيما صغار السن إنهم بحاجة لتعامل يتناسب مع سنهم، فيتقبل بعض ما يصدر منهم، ويتكيف مع بعض سلوكياتهم المزعجة، ويخلق علاقة أبوية معهم ليكسب ثقتهم، ويحل مشاكلهم بصورة طيبة، ومن ضمن مهامه التربوية الحرص على غرس بعض القيم التي تقوي شخصية الطالب وتحميه من الأنزلاق في مهالك الانحرافات المختلفة، وإلى جانب تلك المهمة التربوبية، تنتصب أمام المعلم الفاضل مهمة أساسية وهي التدريس، وإتخاذ الأسلوب الأمثل في توصيل المعلومة وفك طلاسم المعادلة، والحرص على جذب الطلاب نحو الدرس من خلال خلق جواً مناسباً يستحث تفاعلهم الإيجابي مع محتواه.
المعلم الأمين والمخلص لعمله يعتبر ركن أساسي في بناء المجتمع وتطوره، لكونه يسهم في إخراج جيل واعٍ ومسلحاً بنور العلم الوضاء ويتمتع بسلوك سوياً، فيستحق هذا المعلم كل الإهتمام والدعم من قبل الحكومة التي يتوجب عليها السعي لتحسين مستواه المعيشي من خلال منحه بعض الامتيازات والعلاوات المالية تقديراً لدوره المتميز في التربية والتدريس، وفي نفس الوقت لسد فجوة الفارق بينه وبين العامل في المهن الأخرى الذي يحضى بإمتيازات مادية ومعنوية جاذبة، وكذلك من أجل تشجيع المتفوقين وجذبهم للإنخراط في ميدان التدريس الأساسي.
ما يجدر التأكيد عليه هو ضرورة تحمل الجهات المسؤولة في وزارة التربية والتعليم عملية الاشراف على سير العملية التعليمية في المدارس بشكلها الصحيح لكي تضمن سلامة مساراتها، وكذلك عليها الإهتمام برفع مهارات المعلمين من خلال عقد دورات تأهيلية للمعلم وورشات عمل يطّلع من خلالها المعلم على أحدث الأساليب فيواكب التجديد، ويعد الخطط التعليمية الجيدة والتي تساعده في أداء عمله على أكمل وجه، وتحقق الإرتقاء المامول للعملية التعليمية في المحافظات الجنوبية التي واجهت كثير من الصعوبات والعراقيل في مسيرتها منذ زمن بعيد، والتي القت بظلالها السلبية على المستوى العلمي للطلاب، وافرزت حالة مزرية، وأنحدار مقلق بل ومخيف، حيث بلغ الحال عند بعض طلاب الثانوية العامة إلى حدّ عجزهم عن كتابة جملة باللغة العربية سليمة الحروف والبنيان، لذا من الضروري جداً الاهتمام بسير العملية التعلمية ووضع الخطط الدراسية الجديرة باحداث تغيير إيجابي في مدارك الطلاب، وهناك أمر ضروي ينبغي لفت الإنتباه إليه، وهو انتشار ظاهرة الغش في ظل تراخي المراقبون على الامتحانات، وهذا جعل الطلاب يركنون على الغش، فماتت في نفوسهم الرغبة في التفوق، واختفت عنهم روح التنافس.
لقد مرت اربعة اسابيع على أغلاق المدارس الحكومية، ويجب تحاشي التلاعب بمستقبل الطلاب، فقد ضغطت نقابة المعلمين على الحكومة بما فيه الكفاية، والتقت بقيادة التحالف العربي، الذي سهلت بدورها لقاء رئيس الوزراء بممثلين عن نقابة المعلمين الجنوبيين، وقد أستجاب رئيس الحكومة لبعض المطالب ووعد بتنفيذها، وبذلك تكون النقابة قد انتزعت بعض المنافع التي سيجني ثمارها المعلم، وفي ظل هذا الوضع المعقد التي تمر به البلاد، ينبغي الدعوة السريعة لرفع الإضراب، كي يعود ابناؤنا إلى مدارسهم.