منصور الصمدي
صورة .. من مرارات الحرب..!!
السبت 1 فبراير 2020 الساعة 01:00
ها أنذا أطوي صفحة يومٌ آخر من رصيد عمري المهدور .. ينتابني شعور بالملل وأنا أكرر أحداث ضياع الأمس والماضي الممتد .. رئتاي تتصلب لكنني لا أكف عن تعاطي هذه السجائر السامة والمقرفة.
مئات الأفكار تتزاحم في رأسي ثم تتلاشى كالسراب دون أن أقتنص أياً منها .. يضيق «السوشيال ميديا» كالمعتاد بذلك السيل الهادر من الزيف والدجل والهرطقات التي أعيد تدويرها من أيام وأعوام مضت .. في حين تكتض غرفه ووسائله بأشباه ناس إستبد بهم الغباء والفراغ والوهم فأدمنوا المهاترات.
مؤلم جداً أن تعيش في بلد يحاصرها الموت، ويتخطفها ويعيث بها الكهنة والقتلة واللصوص والحمقى .. وأن تمارس حياتك وسط الملايين من الهياكل العظيمة، ممن جارت عليهم الظروف، وتقطعت بهم السبل، وفقدوا السند الحيلة، فلم تعد تقرأ في وجوههم سوى الأسى والغبن والفجيعة.
أشعر بالإنهاك والضجر والضياع كمتشرد عجوز لا يعلم أي الدروب سيسلك في الفجر .. حتى الأغاني التي كانت تمنحنى بعض الهدوء والسلام الروحي - ملّت التكرار وغادرها الشجن.
محزن جداً أن تفارقك الإبتسامة، وتفقد الشغف، ويتوقف بك الزمن، وتتكرر ملامح أيامك، وتجد نفسك تدور وسط دوامة من التيه والفراغ، كأرجوحة لا تجيد سوى الدوران.
مؤسف جداً أن يستغيث بك صديق ما، تدرك سلفاً حقيقية نبله، وتعففه، وسمو أخلاقه، وعظمة الفكر الذي يحمله - يسرد لك شظف عيشه وعذاباته وبؤسه وجوع أطفاله - وتعجز عن مد يد العون له .. ومحزن جداً جداً أن تصادف شيخاً عجوزاً أو طفلاً برئياً جائعاً شريداً تقرأ في ملامحه كل مررات الواقع والحياة، ولا تجد بم تنجده.
موجع جداً أن تطيل السهر، ويصيبك الأرق، ويتلبسك الحزن، وتأوي الى فراشك كل ليلة، وفي وديان روحك صدى لأنين مكتوم يمزقك بشراسة .. وأن تنام بلا حُلم، وتصحو بلا أمل.