عبير بدر
الزبيدي يحرج الإمارات
الاربعاء 24 يناير 2018 الساعة 23:03

تواصلات سرية تؤكد : أن للزبيدي أهداف خاصة بمعزل عن الانتقالي
بين ليلة وضحاها وجدت دول التحالف نفسها أمام مسؤولية قانونية قبل كل شيء أمام استنجاد نظام الحكم من التمرد والانقلاب المسلح  فقدمت دعماً سخياً لتحقيق هدف اعادة الشرعية اليمنية، لكن مع تمدد فترة الإعادة هذه حدث ان تكشفت اوراق  فظهروا مستفيدين إما من المنصب او المال او السلطة او الجاه او حتى الصيت الكاذب !! 
ما جعل دول التحالف والشرعية معاً يكتشفان تورطهما بوضع ايديهما مع ايادٍ انتهازية تعمدت اطالة وتمديد فترة الحرب وعدم الحسم فيها لاستمرار تلقي الدعم وتحقيق اهدافهم الخاصة، خصوصاً بعد اطمئنانهم ان عائلاتهم في أمان الخارج ينعمون.


الزبيدي إنموذجاً
من ضمن التغيرات التي حدثت في المشهد السياسي اليمني، خلال الـ3 اعوام الماضية، إنقلاب قائد المقاومة الجنوبية عيدروس الزبيدي عن هواه الحراكي، وقبوله بلعب دور مع الشرعية التي تمثل دولة الوحدة التي لا يؤمن بها!! استبشر الوحدويون بذلك معتبرين انه يؤدي واجباً لحماية أرض الجنوب من تمدد الإنقلاب كمبدأ لرفض التمرد، وإعادة النظام القانوني للدولة والتي هي الضامن لتوفر احتمالية حصول الحراكيين على مبتغاهم، فإن كان لهم حظ ضعيف في استعادة دولتهم كما يرغبون في ظل الدولة؛ فإن حظهم ينعدم في ظل الانقلاب.. وبالتالي من مصلحتهم الحفاظ على الدولة اليمنية.
ما حدث هو أن الزبيدي قبل بهذه المهمة لأنها لبت له نداء خاص يتمثل في المنصب والجاه والسلطة المال والحماية لأفراد عائلته التي خرجت من اليمن واستقرت في دولة الإمارات معززة مكرمة، لم يكن احد يرغب في الخوض بنوايا الرجل ولكن تمرده على الشرعية  فيما بعد وتحديداً عندما اعفته عن مهامه.. كشفت ردة فعله عن نواياه بأنه لا يأبه لا لدولة قانون ولا لشرعية يمنية ولا لشيء سوى سطوع نجمه هو فقط !!
لم ترغب دول التحالف اتخاذ موقف قاسي ضده ولكن فضلت مهادنته ربما خشيتها  فتح المجال لجبهات تمرد جديدة، لكن مقتل الرئيس السابق صالح  بما حمله من تغييرات جذرية  في قواعد الحرب أدت لاستقطاب مناصريه من قبل دول التحالف لتوحيد اكبر وحدات من المنظومة اليمنية ضد الخصم الأول ورائد الإنقلاب من الأساس (الحوثي).. هنا شعر الزبيدي مجدداً بإن سطوع نجمه سيخفت فبادر إلى لفت الانتباه من خلال ضرباته التي كان يثير بها سخط الشارع على الحكومة والتحالف، ليظهر وكأنه المخلص، واخيراً أعلنها تهديده العلني المفاجئ للحكومة، مسبباً إحراجاً لقادة المقاومة التي شكل منها مجلسه الإنتقالي المناهض للشرعية وتحديداً للحكومة المتواجدة في عدن، ولدول التحالف التي راعت العلاقات الودية بينها وبينه وخصوصاً الإمارات.


تضليل الإعلام 
استغل المجلس الإنتقالي إعلامه في إيهام الرأي العام ان الخلاف الواقع في المحافظات الجنوبية انما هو خلاف دولي بحت، ولا علاقة للمصالح الشخصية التي يتبناها أعضاء المجلس والذين كانوا بهويات مزدوجة ما بين الشرعية والانتقالي!! 
وغالباً ما كان يُقرأ بين السطور إن الإمارات على خلاف مع الشرعية وخصوصاً مع رئيس الحكومة المتواجد على أرض المحافظات المحررة من سلطة الإنقلاب بن دغر، وهو الأمر العار تماما من الصحة حيث بن دغر يتمتع بعلاقات جيدة مع الجميع بما فيهم الإمارات، وبحسب مصادر مقربة من الإمارات أن "لا مصلحة خاصة للإمارات في معاداة بن دغر لولا محاولتها كبح جماح الزبيدي ومجلسه".


السلطة او الدمار
تواجه الحكومة اليوم تحديات على كافة المستويات، سياسية واقتصادية واجتماعية وفوق كل ذلك حرب غير معلومة الأجل، ومع مطامع الزبيدي الذي اختار ان يكون حجر عثرة امام الحكومة بدلاً من أن يكون يد مساندة لها، أُضيف تحدٍ جديد على عاتق الحكومة، إذ كيف ستحتوي مطامع شريك الأمس الذي تحول إلى متمرد يحيل المقاومة الى ميليشيا ويهدد باستخدامها ضد الدولة!.
خطاب بن دغر اليوم حمل رسالة احتواء للعقلاء ولكن ليس لأمثال الزبيدي، الذي يرفع شعاراً ضمنياً إما السلطة او الدمار!! الرسالة ستصل إلى وعي دول التحالف التي تقف اليوم في حيرة من اتخاذ موقف ضد الزبيدي او غيره ممن يتمرد على الشرعية، التي يكلف إعادتها وتثبيت دعائمها غالياً من خزينة دول التحالف، وبالتالي فالتحالف يقف اليوم في حيرة من إهدار هذه التكلفة بمراعاة مشاعر الزبيدي الذي يرفض اليوم الإذعان لصوت العقل والالتفات لمصلحة اليمن او حتى الجنوب وأمنه واستقراره.
    

الرد من الداخل
جاء الرد على الزبيدي من داخل مجلسه الانتقالي برفض تهديده لدولة النظام والقانون، وهو الأمر الذي يشجع دول التحالف على التصرف بحسم معه، فالمجلس الانتقالي واعضائه وقادة المقاومة الجنوبية هم من يستمد الزبيدي منهم شرعية مجلسه وبالتالي حين يرفضون إجراءاته المغردة خارج السرب الوطني والمصلحة العامة فإن ذلك يسحب منه شرعية وجوده وإجرائه.

الزبيدي يخون من؟
وبحسب مصادر موثوقة فإن تواصلاً سرياً يجري بين الزبيدي ورامي باعوم المتواجد في قطر يتضمن إحراجاً للحكومة والتحالف.. وهو الأمر الذي لا يعلم بشأنه رفاق دربه في الانتقالي، ما يثير علامات الاستفهام الكبيرة: هل يخون الزبيدي الشرعية  فقط؟ هل يخون الإمارات التي لازالت لليوم تحاول حفظ ماء وجهه ضمن منظومة التحالف؟ ام يخون رفاقه أيضاً بإخفاء مايفترض انها أهداف مشتركة؟؟

المقالات