تترافق الكوارث الطبيعية والصناعية والصرخات المحذرة من قرب نهاية العالم بحراك اجتماعي مذهل وذلك في الاتجاه المضاد، الاتجاه الإنقاذي وإثبات معجزة كوننا بشراً وبقدرات مذهلة لا ندركها إلا وقت التحديات أو الكوارث.

حيث لا تكف تظهر للوجود حركات اجتماعية مبدعة في إنسانيتها مثل الحركة التي ظهرت مؤخراً في فرنسا باسم "مجتمع مطلوب Wanted community"، وهي أشبه بالخلية أو بالتجمع البشري تم التنادي له من خلال وسائل التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وذلك بهدف تعزيز القدرة على الإنقاذ الذاتي أو المساعدة الذاتية. هذا التجمع آخذ في التنامي تدريجياً، وبلغ المنضمون له عدد المليون عضو، يعملون بجهد لتعزيز الروابط الاجتماعية من خلال إنشاء مساحات للتلاقي وطرح الحلول للمشكلات المختلفة وخلق مساحات للعمل والحماية من البطالة، مساحات التواصل تلك تتراوح بين الرقمية على شبكة الإنترنت وبين المساحات المادية في الواقع حيث يلتقي الأعضاء على أرض الواقع للتعاضد وتبادل الخبرات. وهي مساحات نجحت في توفير الفرص للعمل محلياً من أجل مجتمع أكثر شمولية واستدامة.

الجدير بالذكر أن هذا التجمع "wanted community" الذي مضى على تأسيسه ما يقارب الأربعة أعوام يتكون من عدة جمعيات، ولقد انبثق من فكرة شباب طموح، مثل الشريك المؤسس الشاب "كريستيان ديلاشيت Christian Delachet"، الذي نجح في التأسيس لشبكة تضامن كبيرة، وما يسمى "مقهى التضامن Le café solidaire" يستقطب الأعضاء للتواصل سواء مع الجمهور أو الراغبين في الانضمام، وتقديم نتائج التجار بالتي تحققت من قبل الجماعة، والطرح للحوار قيم التكافل الاجتماعي ونتائجه المذهلة على أرض الواقع، بينما ينشط كريستيان ديلاشيت متنقلاً بين القارات يجمع التبرعات للأعضاء وذلك بدعم من فيس بوك، ولقد نجح هذا التوجه الاجتماعي في تغيير حياة الكثيرين وأنقذهم من البطالة والعدمية ومنحهم فرصة أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم.

فكرة مهيأة للانتشار في بلادنا العربية والعالم أجمع.

كاتبة سعودية :

نقلاً عن "الرياض"