د. عبده سعيد المغلس
إتفاق الرياض. . العنوان والأهداف (قراءة تحليلية)
الجمعة 8 نوفمبر 2019 الساعة 19:08
قراءة وتحليل حدث ما، أو تاريخ ما، تختلف باختلاف المعايير المستخدمة في القراءة، والخلفية المعرفية والثقافية للقارئ، والقراءة لأهميتها ودورها في الوجود الكوني والإنساني واستخلاف الإنسان، كانت أول أمر أمر به الله رسوله وخلقه في كتاب الله.
وأهم معايير القراءة هي الحقيقة، والموضوعية، والقسط، وهذه المعايير غير مُلزمة بأن تتبع أهوائنا وإنما نحن الملزمون باتباع منهجها ونتائجها، ولذا سيخوض أناس كُثر في قراءة وتحليل اتفاق الرياض، وستتحكم في نتائج قراءتهم، معاييرهم وخلفياتهم.
والمتابع لاتفاق الرياض من خلال المعايير الحقيقية، والخلفية المعرفية والثقافية الوازنة، يجد أن ليس له غير عنوان واحد (اليمن الشرعية والمشروع والتحالف)، وليس له من منطلق وأهداف غير (توحيد اليمن والتحرير والتعايش والمستقبل)، ذلك ما وجدته ماثلاً في محتوى الإتفاق وبمن رعى وحضر ووقع وأيد وبارك.
فالخامس من نوفمبر عام ٢٠١٩ م، رسم معلم ليمن المستقبل، يمن التعايش والقبول بالأخر، والنهوض باليمن الإتحادي، وتعايش مكوناته مع بعضها ومع محيطه، وهو مشروع مخرجات الحوار الوطني والمرجعيات الثلاث، مشروع يمن المستقبل الذي أوجده وعمل له فخامة الرئيس هادي ومعه كل القوى الوطنية ، وخرج به مؤتمر الحوار الوطني، برعاية خليجية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبرعاية عربية وأممية.
وبتوقيع اتفاق الرياض وملحقاته، سيتحول هذا المشروع إلى واقع ممارس ومعاش، في المناطق المحررة من هيمنة مشروع الإنقلاب، وسيؤدي بمحصلته النهائية إلى بناء النموذج واستكمال التحرير وصولا لصنعاء.
كما أنه من ناحية أخرى أبرز قدرة اليمنيين على التعايش ومعالجة أزماتهم وحروبهم بالحوار، وإدراكهم أن مشاريع التمزيق والارتهان، ليست في صالح اليمن الوطن والأرض والإنسان، ولا في صالح محيطه الخليجي والعالمي.
ولولا الرعاية والجهود المخلصة من الشرعية اليمنية، ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن صالح الأحمر والحكومة اليمنية، وكذلك من تحالف دعم الشرعية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، وزير الدفاع سمو الأمير محمد بن سلمان، وأخيه نائب وزير الدفاع سمو الأمير خالد بن سلمان ، وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتغليب الجميع لمصلحة اليمن بأرضه وشعبه، بما فيهم قيادات الحراك الجنوبي في المجلس الإنتقالي وغيره من المكونات، وكل القوى الوطنية، لما كنا نحتفل والعالم معنا بهذا المنجز العظيم لصالح اليمن واليمنيين فالشكر لهم جميعاً.
اليوم بعد أن تم تذليل اشكالية اللقاء والحوار والتوقيع، سيبدأ الجميع وبنفس الروح والرعاية تذليل مرحلة التنفيذ، لينطلق الجميع الشرعية وتحالف دعمها ومعهما كل المكونات الوطنية، لتحرير صنعاء ، واستعادة اليمن من الإمامة، وإعادته لمحيطه اليمني والخليجي والعربي والعالمي، مساهماً بفاعلية في استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب، ومحققًا التنمية والاستقرار، والنهوض باليمن الإتحادي الوطن والشعب.
خلاصة القول فمؤتمر الرياض وضع له عنوان هو (اليمن بشرعيته ومشروعه وتحالفه)، ووضع له أهداف هي (توحيد القوى والتحرير والتعايش والمستقبل)، وكل ردود الفعل العربية والدولية تؤكد ذلك، وما عدا ذلك من قراءات، تدور في فلك الأوهام والأماني.