قادتهم بطونهم إلى الساحات ، واحلامهم الحافيات إليها مع بصيص أمل بأن تملئ الإمارات جيوبهم بالدراهم ، وتدافع موالي الامارات من بدو المثلث، الى المعلا، وبعض من بدو اطراف حضرموت وشبوة الى المكلا ، ولا غريب في ذلك والفقر ضارب الأطناب في وطني ، والبحث عن ما يسد رمق الاطفال من املاق حق مشروع للجميع ولكن بشرف وتعفف !.
تواكب قلة من البدو الى ساحاتهم لتقديم فروض الطاعة والولاء للامارات على خيانتها لليمن والغدر بشرعية دولتها المنقلب عليها في عاصمتيها الأولى والثانية ، ورفع هتافات التحميد والتمجيد لها على ذبحنا وقتلنا كل يوم وحصارنا و تجوعينا وتصدير الموت الزؤوم من عليا سماءنا التي لا تقطنها إلا الزاهرات من النجوم ، وماء المطر ، وضوء القمر قبل أن تنتهك سحرها الليلي الجميل إماراتكم الموعودة بإرث بلدي العظيم!.
لا الوم بيعتكم الخاسرة لها لأن الجوع كافر ، ولكن الأوطان لا تباع يا قطيع من البدو ، اشبعوا جوعكم منها أن استطعتم ، وكلوا من فوق رؤوسكم ولا تبيعون انفسكم لها ولا تقبلوا الذلة والخنوع ، إلا إن رضيتم بأن تصبحوا عبيد رق تبيعكم في الاسواق فيصبح لا مكان لكم على هذه الارض التي تتنازلون كل يوم عنها وتسعون لبيع ترابها الوطني والذهبي بثمن بخس ، لا يتعدى قيمة قطمة رز ، وعلبة رنج ، وتخزينة قات ردئ .
يحز في نفسي وتقتلها الندامة بقول هذا الكلام ، ولكنني مجبرا لا بطلا على قوله ومصارحتكم بالحقيقة المرة التي تجهلون ، انها تطعمكم اللقمة المغمسة في برك الدم المسفوح على ابواب المدينة وفي كل شبر من بلاد اليمن .
لقد افقدتكم دراهم الإمارات المدنسة، نخوة الأبطال من رجال اليمن وانتزعت منكم عنوة غيرة الأحرار التي من بطنها يولدون ، وقتلت ضمائركم الميتة اصلا ، وابقتكم امعات لا تلون على شيء من وطنكم، وتقبلت اللعبة بكم مقابل رهان مقبوضة في الخليج، وبأي مذلة سيتكلم التاريخ عنكم يا من تقايضون وتسعون لتحقيق احلامكم المريضة باعراضكم الشريفة التي اسقطتموها بايادكم الأثمة في مستنقع ووحل الإمارات.
لم ولن نندم على تفريطكم في كل شيء حتى خياناتكم قابلة للنسيان ، إلا حرمان مشاركة ابناء الوطن في حفلة الوداع الأخيرة للامارات من بلاد اليمن مهد العروبة والحضارات .