ناصر بامندود
الفرق بين المتعلم والمثقف !
السبت 17 أغسطس 2019 الساعة 14:49
قبل فترة ليست بالبعيدة شاركت في ورشة عمل لإحدى الفرق التطوعية ، تم خلال الورشة توزيعنا إلى مجموعات ، على أن تقوم كل مجموعة باختيار أنشطة للفريق ، فأبدى كلاً منا عن أفكاره للأنشطة ، بما فيهم أنا ، فاقترحت عليهم إقامة أنشطة " إعلامية، وتعليمية ، وثقافية ".  

 قال لي أحد أعضاء المجموعة : « لما لا تجمع الأنشطة التعليمية والثقافية و تضعهما معاً » فأجبته قائلا : « ثمة فرق كبير بين التعليم والثقافة ، و الأمر ذاته ينطبق على الفرق الشاسع الكبير ما بين المتعلم والمثقف » وحين أتى دور مجموعتنا في شرح أنشطتنا لجميع الحاضرين، تحدث أولاً عن أهدافنا الإعلامية ، ثم بينت الفوارق بين المتعلم والمثقف ، فلا شك أن التعليم أحد أهم أدوات الثقافة ، ولكن يخطئ مجتمعنا كثيراً في تصنيف كل متعلم بأنه مثقف ! فما أكثر ما نرى من حملة للشهادات العليا من محدودية ثقافية ، و سطحية نقاشية ! و كذلك قد تتفاجئ بثقافة شخص بالكاد أكمل تعليمه الثانوي !  

ولست ضد التعليم إطلاقاً ، بالعكس بدليل إني وضعت التعليم ضمن أنشطتنا ، لأني أؤمن جداً بأهمية التعليم ، و أنه أساس نهضة الأمم ، وبه فقط أما أن ترتفع الشعوب عالياً و أما أن تسقط في الحضيض أسفلاً، و إن الإهتمام بالتعليم أفضل ما يمكن أن تفعله الدولة لمواطنيها ، و تروق لي مقولة الأديب الفرنسي الرائع " فيكتور هوغو " والتي يقول فيها :  

« من يفتح باب مدرسة يغلق باب سجن »  

 و لكنني أحب أعطى كل شيء مسماه الصحيح ، فما لا يعلمه الكثيرون بأن أيقونتي الثقافة العربية ، " مصطفى صادق الرافعي " والذي أستحق عن جدارة لقب معجزة الأدب العربي ، و " عباس محمود العقاد " الذي أستحق هو الآخر لقب عبقري الأدب العربي بكل جدارة ، كانا كل مستوى تعليمهما الدراسي شهادتي الإبتدائية فقط ! لكنهما كانا موسوعة في الإطلاع ، وصاحبي أقلام رشيقة  و ممتعة .  

كذلك أود القول بأن شهادتك العلمية لا تعني أبداً بأنك شخص مثقف، بل تعني يا عزيزي بأنك طموح في الجانب الأكاديمي ، و تسعى فيه ، وأنه عليك الإهتمام بقراءة الكتب ، بالدرجة التي تهتم فيها بقراءة المقررات المفروضة عليك في مراحلك التعليمية .
المقالات