شاهدت صور لقيادات منهم وهم في عناق شديد ، ذكرتني بصور طبعت في الذاكرة عن عناق الرفاق بالأمس وهم يتحسسون رقاب بعضهم البعض ويبحثون عن اسهل الفقرات والينها لقطعها ، واي قصاب اذكى من غيره في سرعة التنفيذ ما ان حانت الفرصة المناسبة له .
المشهد اليوم في عدن يعج بالقصابين من المستوى القيادي ، وسوقهم حامية الوطيس ، والذبح السري على أشده ، في أماكن متفرقة من عدن ، التي حرمت على ايديهم الاثمة من الافراح بعيد الاضحى المبارك .
وقدر هذه المدينة ألا يغيب عن حياتها وتاريخها هذه الأنواع من القصابين وسلاخي السياسة ، وتزخر ذاكرتها بحكاية مأساوية لحفلات الموت فيها وإن لم تروى بعد ، وان كانت هذه الايام على استعداد لتوثيق المزيد من مشاهدها المرعبة الجارية خلف عيون الرقيب والموثقة بعيون العالم ، وهذه الحقيقة ستظل غايبة عن وعي مليشيا الموت من انقلابي عدن ، الذين هم بلا وعي اصلا بان جرائمهم ستكون كلها مرصودة وبعيون عالمية ، وعلى العكس من جرائم أشباههم في الحقبة السوداء الماضية من تاريخ المدينة ، والتي تحتفظ بمشاهدها في قعر ذاكرتها المفقودة ولم تساعدها كل تقنية العصر في إخراجها من قبوها إلى النور .
وبدون شك مدينة عدن وكعادتها الاصيلة والمزمنة في التعامل مع مليشيات الموت، تتأهب هذه الأيام لإقامة مذابح الدم قربانا للنصر المزعوم ، وهي بانتظار تدشين طقوسه الدموية وسقيه من القطرات الحمراء حتى تفوح وتنوح ريحة الأرض منها وتتبخر في السماء ، لتولد اشجار بشريه مثمرة بالظلم في ظلالها ، وتشهد أرواحهم المرفرفة على اجنة الملائكة رب العرش العظيم على جرائمهم .