عدن.. فيك الهوى ملون!
كلمات العبقري عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) رحمه الله، ولحنها وغناها الفنان الكبير أيوب طارش العبسي أدامه الله وأبقاه!
عدن عدن.. فيها الهوى ملون
لكن لمن
أسلى بها أو أشتكي وأحزن
لا اشتد لي فيها وتر ولا رن
القلب أنْ وما عليه لو أنْ
عيشي حزن
لا البعد هان ولا الوصال أمكن
لو ما عرفتُ الحب كان أحسن
عدن يا واحة اليمن الغناء فيك الهوى ملون!
عدن يا بسمة الإنسانية، ولوحة التعايش الجميل!
عدن يا منبع الفكر وملهمة الثوار وملتقى الأحرار!
عدن يا مدينة الحب والسلام والذكريات الجميلة والأحلام الوردية.
سقطت فيك الأنانية والكراهية والعنصرية!
سقط فيك الزيف والتبعية والمرتزقة والارتهان للخارج!
سقط أصحاب الهتافات والشعارات الزائفة والأقلام المأجورة!
سقطوا جميعهم ولم تسقطي، ولن تسقطي بإذن الله تعالى
يا طايرة طيري على بندر عدن
زاد الهوى زاد النوى زاد الشجن
عالهجر مقدرش أنا
أشوف يومي سنه
ذي جنة الدنيا حواها كل فن!
الله الله ، يا سلام عليك يا بلفقيه، رحمك الله يا من انسابت هذه الكلمات من شفتيك بلحن صاف عذب يلامس شغاف القلوب، وكلمات تعانق الروح، وتداعب الوجدان، موسيقى حروفها تنقل من يسمعها من عالمه الخاص المليء بالهموم والضجيج إلى عالم من الحنين والشوق نحوك يا كريتر عدن، نحو مسجد النور في الشيخ عثمان، والمعلا والتواهي وخورمكسر ولحج وووو....
أراك تعانين اليوم يا جنة الدنيا من شرذمة قليلة لا تمثلك، أمنيتهم رؤيتك مدينة منكوبة ياعدن حتى لا يهنأ أحبابك بالإستقرار أبدا، ويجعلونك ساحة للصراعات الداخلية التي لا تتوقف بين أبناءك منذ فجر ما يسمى بالاستقلال.
ضربوا عليك سياجا أمنيا، وبنوا ثكناتهم العسكرية المدججة بالسلاح على شواطئك الجميلة ومتنزهاتك الرائعة لكي يعكروا صفو عيش أهلك ومحبيك وعشاقك، ويدمروا سلمك الإجتماعي.
نفوا إبنك البار نائف البكري، وقتلوا آخر أمل فيك جعفر محمد سعيد، وأعدموا صوت الحق والحرية الشيخ عبدالرحمن العدني، وغيبوا عنا الكثير من شرفاءك.
ماذا يريدون منك عندما تمتد الأيادي الآثمة لتغتال البرآءة والحكمة وصوت العقل فيك باغتيال العلماء والدعاة وخطباء وأئمة مساجدك الصادحة بالحق والحب؟!
عالهجر مقدرش أنا
أشوف يومي سنه
كيف يستطيعون خنقك، وقتل بريق عينيك أيتها الجميلة؟
كيف تطيب لهم نفوسهم ترويع الآمنين فيك، وتهجيرهم من بيوتهم، وتشريدهم من مدينتهم الحبيبة؟!
أي حقد دفين يحركهم، وأي روح شريرة مارقة مجرمة سكنت نفوس البعض من أبناءك؟!
يزرعون بذور الفتن، ويوقدون طبول الكراهية والحرب على كل ما هو جميل فيك ياعدن.
لكن هيهات هيهات
أنت جنة الدنيا حواها كل فن
ستظلين شامخة كما كنت دائما، وما شمخ فيك شمسان الجبل، وستصمدين كما صمدت قلعة صيرة على مر الزمن، وتبقين علما كما هي صهاريجك دائما، وسنغني كما غنا لنا فنان اليمن الكبير أيوب طارش العبسي:
لمن كل هذي القناديل تضوي لمن
وهذي المواويل في العرش تشدو لمن؟
هل الأرض عاد لها ذو يزن
وعاد الزمااااان وعادت عدن
لمن .. لمن.. لأجل اليمن