في غفلة من الزمن وفي لحظة من دون وعي الشعب اليمني, وفي زمن يتسلق فيه المارقون, ويتسيد فيه الحمقى, وفي سواد الليل, وفي زمن طغت عليه مسحة زائفة من الشراسة ظنها البعض رجولة, وتحملت في بعض مفاصلة غطرسة روج لها, انقلبت جماعة جهوية طائفية مناطقية وسلالية صغيرة على شرعية وطن الإيمان والحكمة,وعاثت فساداً وتخريباً في كل ما هو جميل وحضاري, انقلبت حتى على وعودها الزائفة, وعلى كل توافقات اليمنيين, انقلبوا على شرعية الوطن بعناوين مزخرفة وشعارات كذوبة .
في غفلة من الزمن سيطرت الجماعة الانقلابية الحوثية على أغلب المعسكرات وأسلحة الجيش في ظرف قياسي وليتمكنوا من الظهور والاستحواذ و السيطرة على مقدرات الوطن, فرضوا نفوذهم بقوة السلاح, أزهقوا الأرواح, زجوا بالمئات بل بالآلاف من ابنا الشعب في السجون, اقتحموا منازل الآمنين, جندوا الأطفال وأجبروهم على ترك مدارسهم وحمل السلاح والتوجه إلى جبهات القتال,استباحوا أموال الشعب, سرقوا مؤسسات الدولة, سرقوا البنوك الخاصة والعامة, فرضوا الضرائب الباهظة على التجار, سرقوا المعونات الإنسانية, أصبح لديهم أسواق لبيع المسروقات, والبعض اختزن ما سرقة في القرى والمستودعات أو هربها إلى الخارج .
وفي غفلة من الزمن مارسوا النهب والابتزاز والجبايات وهددوا حركة التجارة وكسبوا مليارات الدولارات من بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء, استدانوا من البنوك التجارية, نهبوا المال العام تحت مبرر "التعبئة العامة"، وتاجروا بالسلاح, وبين ليلة وضحاها أغنياء بأموال الدولة التي اغتصبتها جماعتهم وحولتها إلى شركة خاصة .
وفي غفلة من الزمن مارسوا الانقلابيين أفعال يدمي لها القلب بغير وجه حق وبأسلوب وحشي همجي لا تبيحه الأعراف والشرائع السماوية والإنسانية وفي فعل لا يصدر سوى من أناس انعدمت في قلوبهم الرحمة ومن ضمائرهم الإنسانية وأصبحت المحافظات التي تسيطر عليها هذه المليشيات الانقلابية مسرحاً دموياً لم تتقن يوماً غيره .وارتكبوا العديد من جرائم العنف والإرهاب ضد مؤسسات الدولة وضد المواطنين على السواء, واغتالت حلم اليمنيين وأوقفت تجربة تحول سياسي ديمقراطي سلمي كان ينظر إليها المجتمع الدولي والإقليمي بإعجاب .
بعد انقلابهم على شرعية الوطن كذبوا على الشعب اليمني بأكثر من شرعية لأنفسهم,تارة ثورية, وتارة دستورية, وتارة أخرى شرعية الجرعة التي فرضت على الشعب, ولا زالوا يكذبون ويتعنتون كما يتنفسون .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .