معركة هادي السياسية لا تقل أهمية عن المعارك التي تدور في الجبهات، فمعركة هادي تمثل أم المعارك السياسية، فهادي لا يواجه في معركته بهرور صعدة فقط، ولكنه يواجه المجتمع الدولي الذي أخذ يتعاطى مع الأوضاع في اليمن بشكل مقزز، وبشكل يدعو لوقفة جادة، لتنبيه من يحاول اللعب على جراحات اليمنيين، ليحقق مكاسب سياسية للمتمرد الحوثي، غير آبه بتعقيد الوضع، ولكن هادي لم، ولن يسمح لتلك الشخوص للتلاعب بالإرادة اليمنية، فانبرى ليدعو المجتمع الدولي لينظر في تجاوزات جريفيث.
أم المعارك السياسية يخوضها اليوم التبع اليماني هادي، فبتحرك فخامته بدأت الكثير من القوى في المجتمع الدولي تتململ، وتعيد ترتيب أوراقها الصفراء التي غدت مفضوحة.
إن تحركات هادي السياسية لم تأتِ إلا بعد أن تجاوز مبعوث الأمم المتحدة كل الأعراف السياسية، وبعد أن أخذ يتعامل مع الوضع في اليمن بشيء من الميول الواضح لنزوات المتمرد الغر، لهذا تحرك هادي ليلجم مثل هذه التجاوزات التي تضر بالعملية السياسية في اليمن، ولهذا أطلقت على تحركاته هذه بأم المعارك السياسية، لما لهذه التحركات من قمع، وإسكات للكثير من الاطماع الأقليمية، والدولية في اليمن.
الرئيس هادي يمتلك الكثير من الدهاء السياسي، وله من الدراية العسكرية الشيء الكثير، لهذا تراه لا يفرط في كليهما، فهو يتابع ما يدور في الجبهات، وعينه تراقب المبعوث الأممي، ففي لحظة تجاوز هذا الجريفيث الأعراف الدولية، ألجمه هادي برسالة لمن أرسله، ليخبرهم بتجاوزاته، لهذا فهو يخوض معركتين معركة الجبهات، ومعركة بين دهاليز السياسة هي أم المعارك السياسية، فمن قائده، ورئيسه هادي لا يبالي بشيء، لأن كل الأمور لا تدور لها عجلة إلا وقد حسب لها هادي حسابها.
فما اتفاق الحديدة إلا طعم ليرى من خلاله هادي كيف سيتعاطى المجتمع الدولي مع هذه الجزئية، وفيها أيضاً كشف كل من يقف خلف المتمرد الحوثي، وهي كذلك كشف لالاعيبه السياسية السمجة، وهذا بدوره سيتيح للشرعية العمل على خلخلت الحوثي من الداخل، وذلك من خلال دعم الجبهات الداخلية في صنعاء، ورصد تحركات قادته السياسيين، لرصد مكان اختباء غر السياسة الحوثية الضحلة، وكشف مكانه، ليكون لقمة سائغة لقوات الجيش الوطني، ليلحق بمن سبقه من المتمردين الذين أسرفوا في القتل، والتمرد، فهادي اليوم يقود معركة هي في الحقيقة أم المعارك السياسية في اليمن على الإطلاق.
لا شك أن اللعب في ميدان السياسة لا يتقنه إلا المتمرسون الذين لهم باع طويل في أروقتها، وهادي قد تشرب من فنون السياسة، وتعلمها صغيراً، ومارسها في كل منعطفات حياته، لهذا فتعامل هادي مع الأوراق السياسية لا يكون إلا عن بصيرة، وفهم، فالسياسة لها تقلباتها، فخطوات هادي مدروسة، والمتمرد الحوثي يسير وفق دراسة مرسومة له من الخارج، وقد يحقق هذا الخارج مصالحه مع طرف آخر، ويرمي بسلالي القرن الواحد والعشرين، فانظروا كيف ستكون انتصارات هادي في ميدان السياسة، وكيف سيحسم هادي هذه المعركة السياسية لصالحه، ولصالح شعبه الذي اختاره لقيادة البلد.