أنيس مختار
"صح صح معي" بين سطحية الموضوع وشلل المعالجة
الثلاثاء 21 مايو 2019 الساعة 20:30
ظهر على قناة الغد المشرق برنامج متواضع الإمكانيات والفنيات ، هذا البرنامج عبارة عن نسخة مقلدة ومشوهة عن برامج المنلوجست مثل عاكس خط وفحوصات وغيرها ...
"صح صح معي" بحاجة قليلا أن يصحصح معنا ففي إحدى حلقاته يريد أن ينال من الحوثي ببعض الألفاظ السطحية التى تدل على خواء الإعداد وتجرد المقدم من أي ثقافة عن ما يقدمه , فقال ان الحوثيين عملوا أحزاب وعملوا انتخابات من متى كانت جماعة الحوثي تؤمن بالديمقراطية حتى تعمل أحزاب أو تعمل إنتخابات؟! ومن أي فكر أستقى هذه المعلومة؟!
أعقل وصحصح معي أولا وإقرأ قبل أن تتكلم فأدنى واحد في عامة الشعب يعرف أن السلاليين الكهنوتيين لا يؤمنون بالحرية أو الحزبية فحقهم كما يدعون منتزع بالأمر الإلهي، فكيف لا يعرفها مقدم البرنامج الذي أغلب عباراته و تعليقاته سطحية نابعة عن اللاثقافة وعن جهل من يقدم ويعد وكذا جهل ادارة الرقابة والتدقيق في القناة .
صحصحوا معنا يا أصحاب البرنامج قبل ما نصحصح معاكم فلو صحصحنا معاكم سوف توردونا المهالك بتهريجكم الفج ومعالجتكم الركيكة الهزيلة لجرائم الحوثي فأنتم لم ترقوا لمعالجة هذه الجرائم بمهرجكم الثقيل الذي لا يمتلك ادنى ابجديات التقديم أو التعليق على فقرة واحدة من فقرات البرنامج أو أي مقطع فيديو ناهيك عن إنه قادر على طرح مواضيع جدلية أو ذات اشكالية دينية أو سياسية وهو لا يعلم من هذين العنصرين الا اسمهما...
قناة الغد المشرق لديكم برامج ممتازة وهادفة ورسائلها محترمة فلا تضيعوها ببرامج هابطة خالية من عناصر البنية المشهدية أو الموضوعية نافيةً نظرية التفاعل التبادلي بين المرسل والمتلقي وصحصحوا معنا قبل ما نصحصح معاكم وخلوكم واعيين .
"عسل صافي" بلا موضوعية
كما ظهر في هذا الشهر على قناة المهرة التى كنت اتمنى لها انطلاقة قوية مسلسل عسل صافي الذي يخلو من أدنى نسبة للموضوعية او الحبكة الدرامية او البنية المشهدية فالمسلسل قائم تهريج وصناعة الموقف الكوميدي المبالغ فيه والذي يصل إلى حد السذاجة والتأرجح بين الفعل الدرامي وردة الفعل، فأغلب الحلقات تخلو من أي فعل درامي ويعتمد على الثرثرة المجانية الخالية من التوظيف الموضوعي أو تحريك الفعل للوصول الى الذروه الثنائية أو الرئيسية كونهما مفقودتان في هذا العمل المهلهل المفكك .
أملنا أن ترتقي الدراما والبرامج على قنوات وشاشات التلفزة اليمنية لتنافس عربيا فنحن في عصر التنافس وتقديم الأفضل، فلم تعد القنوات خاضعة للبث الداخلي واخفاء المستور بل نحن في عصر ثورة الميديا ويجب ان تواكب قنواتنا هذه الثورة بالتميز والتقدم إلى الأمام ولا مجال للتراجع .