لا يمكن أن تكون موفقا في تقييمك لإداء الرئيس هادي وأداء صالح معشعش في مخيلتك بإعتباره تجسيدا للقوة والدهاء.
في البداية تحتاج لمعرفة أن أداء صالح لم يكن تجسيدا للقوة،بل كان تجسيدا للكذب والفساد والجريمة، لم يكن تجسيدا للدهاء، بل كان تجسيدا للمؤامرة على الجمهورية بالتوريث، وعلى الديمقراطية بالتمديد، وعلي الوحدة الوطنية بالعصبية.
وقطعا، فالرئيس هادي ليس صالح، لا في طريقة وصوله للسلطة، ولا في عقليته في إدارتها، ولا في رغبته في التمسك بها.
جاء التوافق على الرئيس هادي بإعتباره حل، بينما صمت الجميع أمام رغبة صالح في السيطرة على السلطة لتجنب مشكلة، عبر عنها صالح برغبته في تصفية كل معارض لهذه الرغبة، ولعلنا قرأنا جميعا عن تلك الحقائب التي أرسلها صالح للمنافسين الذي تحتوي على المال ورصاصة.
يعد مشروع الرئيس هادي،(اليمن الأتحادي) تعبيرا عن الطريقة التي يعرف بها الرئيس هادي نفسه، بإعتباره رئيسا للشعب لا رئيسا عليه، وأختيار الرئيس لهذا المشروع وأصراره عليه دليلا على رغبته في أنجاز تحول تاريخي لصالح الشعب ويقوم في الإساس عليه في بناء دولته بشكل جماعي بدون وصاية أسرة أو منطقة أو عصبية، قاطعا الطريق على مشروع صالح (المركزية) الذي قاتل عليه صالح إلى أن قتل لإداركه أن بقاء هذه المركزية هو الضامن لعودته شخصيا أو أسريا أو عصبويا للرئاسة.
أن بين الشخصين والمشروعين هوة كبيرة،
والطرق التي يسير فيها الرجلين لا يمكن أن تلتقي
والنتائج لا يمكن أن تكون واحدة.
أن الثقة في المجتمع والأعتراف بحقوقهم في الشراكة في السلطة والثروة كما يجسدها مشروع اليمن الأتحادي لا يمكن أن يقود إلى نفس النتائج التي ستؤدي بها أحتقار المجتمع وأنكار حقوقه السياسية والأقتصادية لدرجة الأعتقاد أن لا رجل يحق له أن يحكم إلا صالح، ولا أسرة يحق لها أن تقود إلا أسرته، ولا قبيلة يحق لها أن تسيطر إلا قبيلته. .
حتى لو لم نصل الى اليمن الأتحادي في حقبة الرئيس إلا أنه سيكون أبا تاريخيا له، مهد الطريق اليه، ودافع عنه، وجعله ممكنا، وستظل كل هذه البلاد مدينة له ولكفاحه..
#مع_الرئيس