لا شيء يمنع الحوثيين من ارتكاب الجريمة سوى عدم قدرتهم على امتلاك السلاح المناسب لممارسة شهوة القتل. في 19 مارس 2015م غادرت طائرات الإف 16 حظيرة قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة صنعاء مزوّدة بصواريخ فائقة التفجير لقصف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في قصر معاشيق بعدن، قُضي نحو 165 مواطنًا يمنيًا بريئًا في تلك الغارات الوحشية التي نفّذتها ميليشيا الحوثي عقب سيطرتهم على صنعاء المتخمة بالسلاح والجيوش والطائرات.
الحوثيون أول من استخدم الطيران الحربي لقصف اليمنيين وملاحقة رجل عجوزكانت جريرته الوحيدة أنه قَبِل بتولي منصب رئيس الجمهورية، وهي الوظيفة التي يدّعي عبدالملك بدرالدين أنها مكتوبة بكلمات الله على جبينه هو!، كان علي عبدالله صالح عائقًا فعزلوه في ساعة غيبوبة وطنية هائلة، ثم أوهموه بتحالف هش ولما قضوا منه منافعهم، قتله صعاليكهم في آخر أعوام رئاسته وزعامته الأربعين، ولاحقوا عائلته في دورة عنف انتقامية جسّدت مشاعر الكُره المتوارث على كل يمني عنيد، وبرحيل «الرئيس الكبير» تكافح الآلة الدعائية السُلالية على تدمير آخر حصون الأمل في نفوس الناس المحاصرين بمناطق سيطرتهم، فتشن غارات دامية على المواطنين الآمنين في قرى حجّة وإب وصعدة لإظهار بأس عنيف يُمكّنهم من قمع أي مبادرة احتجاجية وإن كانت تعبيرًا ساخطًا بالهمهمات المنشورة على صفحة فيس بوك.
يؤخذ الساخط من ناصيته فيُقتل أو يُلقى في غيابة جُب لا سبيل إليه، ويختفي مع تقادم الحرب، وقد يؤتى به إلى حقل ألغام من تلك التي زرعتها سلالة الموت في فناء اليمن فيُخلى سبيله وتستقبله الألغام الفردية فتنزع كل عظامه ويتطاير لحمه ودمه في الهواء الفسيح، مُطلِقًا صرخة مكتومة يتصاعد أنينها إلى السماء حيث تحتشد الدعوات والصرخات والفزع، ويُرهق الدم اليمني أرواح الملائكة الطيبين. حدث ذلك في الحديدة على أسرى اختطفتهم الميليشيا لتجعلهم طُعمًا يؤكد فاعلية الألغام في تقطيع أجساد اليمنيين.
تتطورآلة الحوثيين الحربية بتأخر زمن الحسم، فالمهربون والمصنعون والخبراء الإيرانيون يتوافدون على خنادقهم لتدريسهم سُبل الموت وفنونه، كيف تقتل يمنيًا بطريقة سريالية، ذات مرة نحتوا آلاف الصخور ووضعوها على قارعة الطريق، فراح مئات السيارة قسرًا إلى الآخرة، وفي مشهد «فني» آخر يرسم الحوثيون صرختهم بألوان الأحمر والأخضر على جدار مهترئ ويخفون في وسطه حجرًا مُلغمًا حتى إذا جاء طلاء النصر يطمس صرختهم انفجر الحجر وسقط الجدار واختلط الدم بالطلاء الزيتي. يقولونها علنًا: لن تنالوا بعدنا سوى أطلال ما تمنيتم، نحن أو الطوفان والألغام. استعادة الدولة في صنعاء وتخومها حياة أخرى لليمنيين من رحم الجحيم والنار واللهب وأحفاد أبي لهب، غير أن استعادتها فقط دون البحث عن مكامن السُلالة الغازية وتفكيك خيوطها ونزع أسلحتها سيُدخل اليمن في حرب أخرى تحت الطاولة، فرغبة الحوثيين في تحقيق دعايتهم السمجة في حماية اليمنيين من «الإرهاب» ستتحقق بقدرتهم على التحول إلى إرهابيين من طراز داعش، الرايات السود في مخازنهم، واللحى ستُطلق في غضون أسبوعين، وفائض السلاح المخزون سيتحول إلى عمليات انتحارية ومشاهد ذبح وإحراق وترويع نشط، إنه ولع دائم بالقتل باسم أي شيء، شيعة اوسُنة، صوفية اوشافعية، زيدية اوسلفية، وحبل سري متصل بكرسي السُلطة لا يقطعونه، ونهد معبأ بالثروة لا يُفطَمون عنه يشربونه باسم ولاية علي أوخلافة معاوية، الأمر سيان وكل فعل لديهم مُبرر حتى الإلحاد إن كان سيوصلهم إلى العرش السبئي ويبقيهم عليه، فسينكرون ذات الله ويتعجبون من اتباع اليمنيين لنبي الله والرسل أجمعين.
أعزائي المشاهدين: إننا ننقل لكم مشاهد حصرية لآخر أفلام الرعب الواقعية، مشاهد حية من تلفاز الواقع تنقل أحداث «سُلالة الزومبي» وحروبها التي لم تنم منذ ألف عام، كل شيء حقيقي في هذه الشاشة الفضية المُسطّحة، فيما تنوي الأمم المتحدة تسليم جائزة «غولدن كلوب» لعبدالملك بدرالدين على دور البطولة المطلقة، ومهدي مشاط على دور أفضل ممثل ثانوي، وصادق أبوراس على دور الدوبلير، وحسن نصرالله على أفضل موسيقى، وحزب الله على أفضل شركة إنتاج، وأما جائرة أفضل إخراج فتمنح بجدارة لمؤسس الإرهاب الواقعي في العالم آية الله علي خامنئي.
ما تزال أحداث المسلسل مستمرة..
▪نقلًا عن صحيفة الجزيرة السعودية