د. رانيا خالد
إن أرادت لأمة النهوض فعليها بالتعليم لما له من أهمية بالغة في تطور ونهوض أي مجتمع في كافة مجالاته ، وعلى الحكومة أن تعمل جاهدة لتطوير العملية التعليمية وان تصب كافة جهودها في سبيل ذلك إيمانًا منها وإدراكًا أن إصلاح المجتمع لن يكون إلا بالارتقاء والاهتمام بالجانب التعليمي في كافة مراحله ، والعمل على فتح قنوات لتبني المتفوقين والاذكياء من اجل صقل ما يمتلكونه من مواهب وقدرات لبناء جيل قوامه العلم والمعرفة .
كشفت العديد من الدراسات إن من العوامل البارزة لـ أهمية التعليم أنه يزيد من قوة النسيج المجتمعي، فيشعر الفرد بقيمته وفاعليته في المجتمع، فهو يحد من نسبة انتشار البطالة، كما إنه يقلل الفوارق الطبقية بين أبناء المجتمع الواحد، كما يساهم في محاربة الأفكار الهدامة، وأبرزها الفكر العنصري والتفريق بين أبناء المجتمع على أساس النوع أو العقيدة أو اللون بالإضافة إلى تنمية الذهن فكريًا وغسله من التمويهات الفكرية بسبب ما يتعرض له الذهن من عصف وغزو لأفكار تخريبية متطرفة مدمرة تخرج الفرد عن جادة الصواب .
وتتجسد أهمية التعليم في الحياة من خلال غرس القيم الثقافية والإجتماعية والوطنية حيث يساهم التعليم في عملية فهم الحقوق والواجبات التي يجب أن يدركها جميع المواطنين، كما يُتيح الفرصة لهم للتعرف بثقافتهم وتاريخهم وقيم مجتمعهم .
و يؤثر التعليم في تحسين ظروف الحياة المختلفة بما فيها المجالات الإقتصادية، ويأتي ذلك من خلال تطوير القدرات والكفاءات والمؤهلات لدى الأفراد والتي يتطلبها سوق العمل، حيثُ يُضيف التعليم للفرد تجارب عدة في مجالات مختلفة .
هناك تجارب دولية لبلدان رائدة لم تصل الى مستوى التطور الذي وصلت اليه إلا بعد ان كرست حكومتها جل اهتمامها على النهوض بالعملية التعليمية مما حقق لها قفزة نوعية نحو التغيير الى الافضل.