د. أحمد عبيد بن دغر
تباً لهؤلاء الأغبياء
السبت 2 فبراير 2019 الساعة 03:49
تباً لهؤلاء الأغبياء ، ربما لا يدرك الحوثيون أو يدركون ، حجم الضرر الكبير الذي لحق ويلحق باليمن أرضاً وشعباً، ذلك بسبب إنقلابهم على الشرعية والاجهاز على السلطة.

إن السلطة التي حصلوا عليها في غفلة من الشعب اليمني، ودفعوا بالآلاف حتى اليوم ، ممن انطلت عليهم فكرة العدوان، قد تسببت فيما تسببت في تدمير اليمن وخطورة وضعه كدولة معترف بها بين دول العالم، لقد تجاوز اليمن اليوم بسببهم حالة الفشل إلى حالة الانهيار التام، وتكاد اليمن التي صنعت بإرادة اليمنيين الحرة أن تصبح من الماضي.

أن ثمن السلطة هنا باهض، لا يطلبه عاقل أو أنسان أو تنظيم أو حركة يضع نفسه محل الاحترام والتقدير من شعبه.

سوف يكتشف المغرر بهم في اقليم آزال تحديداً أنهم إنما وقفوا مع المخطئ، مع المتمرد الذي أضاع بلدهم ووطنهم، وعلى حساب مصالحهم العليا فمزق اليمن وأتاح للآخرين فرصة تقسيمه.

 وسيكتشف هؤلاء الذين يقاتلون بجهل منهم أنهم فقدوا وطناً كريماً عزيزاً موحداً، وأن ما فعلوه ليس أكثر من أنهم صنعوا مستبداً جديداً يتحكم برقابهم، وأنهم أضاعوا حريتهم التي  اكتسبوها بتضحيات كبيرة من أجيال سابقة لهم.

وسيكتشف الذين لا زالوا يقفون مع الحوثي، ضد إرادة الغالبية من مواطنيهم وأهلهم في الأقاليم الخمسة المتبقية، أنهم يخسرونهم ويخسرون معهم ثمانين في المئة من الأرض والثروة، كما يخسرون هويتهم اليمنية التي تترنح بين البقاء والاضمحلال، بفعل الدم المراق على مذبح السلطة اللعين التي كان الوصول إليها مع الآخرين ممكناً لو عقلوا وتفكروا في النتائج والمآلات التي يذهب إليها وطن يذبح على قارعة الطريق حباً وجشعاً في التحكم القائم على دعوى الحق الخرافي الإلهي في الحكم.

كما أنها حقيقة لا يعيرونها اهتماماً كافياً هؤلاء الذين لا زالوا في صف الحوثيين وإيران، أنهم يخسرون إخوتهم وأشقائهم العرب، الغالبية الساحقة من العرب، وأنهم لم يعوا معنى أن يقف العرب جميعاً في صف واحد مع الأشقاء في المملكة للدفاع عن يمن موحد ومستقل بشرعية اعتدي عليها، ووضع حد سياسي وأمني للإنقلاب.

 كيف يتصورون هؤلاء المهووسين  بفكر ماضوي وعصبية مقيتة أن العرب سيقبلون تهديداً واضحاً على أمنهم ومصالحهم. لن تستقر اليمن ولن تنجح سلطة ما لم تؤمن وتقبل وتخضع لإرادة الشعب اليمني، واليمن لن يعرف الاستقرار إلا إذا تصالح مع نفسه أولاً، وتصالح مع محيطه العربي ثانياً.
المقالات