فأنت الوطني والشجاع والجنوبي والمخلص وحامي حمى الجنوب , وان كان معك عصابة لنهب الأراضي او لوبي لنهب المال العام والاتجار في السوق السوداء , او عصابات على شكل رجال امن ونقاط هنا وهناك للجبايات , أو برر الاعتقال والاخفاء والتعذيب وحتى الإعدام وحبس الحريات والاعداء على حقوق الانسان , او مارس المراوغة والخديعة , فأن اقتربت من الشرعية وسعيت للمناصب قالوا عنك انك صاحب فراسة وتكتكة , وان خاصمتهم وفجرت في الخصومة قالوا عنك الوطني والمخلص..
فأنت المقدس والمعصوم , وغيرك من الساسة والمفكرون والاعلاميون وغيرهم ممن يخالفوك هم الخونة والبائعون للقضية والشعب والتاريخ يلعنهم , أن كنت في منصب مواليًا للشرعية وفيها الاخوان قالوا من اجل تسيير أمور الشعب الجنوبي فالجنوب في قلوبهم , وان تركوا المنصب ووقفوا على المنابر رددوا الكلمة السحرية وهي استعادة الجنوب فخر مواليهم ركعاً مهلهلين ومطبلين لهم.
ومن قال ان العصابات تنهب الجنوب وتنهب ثرواتها والمال العام وتعتدي على الممتلكات , قالوا لك انك صاحب الفتنة وصاحب المماحكات , فلماذا تتحدث عن أمور صغيرة , انظر بعين ثاقبة، فالجنوب قادم قادم قادم ؟!
وعن أي جنوب يتحدثوا عنه وقد نخرت في مؤسساته الفساد والنهب , وتسلط الكاذبون وتجار الموت وزعماء العصابات , وسقطت الاخلاق والشيم , وانقلب مركبهِ السياسي والوطني, فمن كانوا في الجبهات ووقت الشداد اصبحوا اما في منازلهم يتحسرون عن ربيع نصراً اخُتطِف , او شهيد غدراً قد رحل , او هاجر الى ارضاً بعيده كنكره, تتحدثون والجنوب يغرق وسط وحل المناطقية وركام الصراعات , اخيراً , افيقوا قبل ان تغيبوا وتغيبوا ونتذكر اياماً نقول عنها لو كنا لكنا ... !