قبل عدة أشهر أعطاني أحد دكاترتي في الجامعة كتابين عن " التأريخ اليمني "كانا في غاية الأهمية، ولقد تفاجأت كثيرا حينما وجدت أن مؤلفهما هو الدكتور أحمد عبيد بن دغر، تملكتني دهشة رائعة وسارت في جسمي موجة سرور غامر، تكمن أهمية تلك الكتب أنها اعادت لملمة شتات التأريخ اليمني لتعيد رسمه للقارئ، بنسق واحد على شكل لوحة فنية واحدة.
الدكتور أحمد عبيد بن دغر حاصل على شهادة الدكتوراه في علم التأريخ جامعة عين شمس، وباحث مشهور في التأريخ اليمني، وهذا ما اعفاني جهد البحث عن تفسير لمواقفه السياسية المتزنة، وما يتحلى به من كاريزما طبيعية ساحرة.
أصبح الدكتور أحمد عبيد بن دغر محط إقداء، سيما وإننا طلاب" علوم سياسية وتأريخ".
أدركنا ما مدى أهمية علم التأريخ بالنسبة للسياسيين، ورحنا نردد بإستمرار مقولة" لكل علم معمل..ومعمل العلوم السياسية هو التأريخ".
قبل أيام، أجرت صحيفة "الشرق الأوسط" حوارا مستفيظا مع الدكتور أحمد عبيد بن دغر، تمحور الحوار حول(١٩) سؤالا، كان من جملة تلك الأسئلة، سؤال عن ماذا يقرأ الدكتور أحمد عبيد بن دغر في هذه الأيام، أدهشتني الإجابة، حينما قال أنه يقرأ كتاب"" منطق أبن خلدون لعلي الوردي" وقال إنه كتاب يعالج مقولات الفلسفة الإجتماعية لدى ابن خلدون، مقارنة بمن سبقوه من فلاسفة العصور السابقة، وفلاسفة العصور الحديثة.
لربما يجد الدكتور أحمد عبيد بن دغر وهو رئيس الحكومة اليمنية، في القراءة جسرا للوصول إلى الفضيلة، نعم، فضيلة المعرفة التي لا ينبغي- بحسب أفلاطون-لأي سياسي في العالم أن يصل سدة الحكم في الدولة ما لم يكن متسلحا بها..