إن لم تستحي فقول ما شئت، هذه حقيقة نشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، بنشر الأكاذيب والتحليلات الخيالية التي تثير الفتنة و تمزق نسيج الوطن ، ويجعله في دوامة الصراع المناطقي ليحلوا لهم بيع الوهم الاسترزاق من ظهر الوطن الغالي..
فتغير المعنى الحقيقي لكلمة دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر في كلمته اليوم في حفل العيد الوطني الـ55 لثورة 26سبتمبر، لا يضعف موقفه أو يشوه مكانته او يقهقر خطواته ، بل تعمق الكلمة بجدور الواقع في صورة المشهد السياسي اليوم..
عندما قال الدكتور بن دغر في كلمته: " سنعمل بكل طاقتنا على توحيد القرار السياسي والعسكري في بلدنا فتلك مهمة وطنية كبرى، وسنبدأ خلال الأيام القادمة بدمج الوحدات العسكرية التي نشأت في ظروف معينة في وحدات ذات طابع وطني لها لون واحد هو لون اليمن الكبير، إن بقاء هذه الوحدات على هذا النمط القائم اليوم يمثل خطراً على أمننا". تعالت أبواق الكثيرين الذين أرادوا استغلالها بمعنى ومراد معاكس وكما يقال لغاية في نفس يعقوب..
والنفوس المريضة ذهبت تعبث بمعناها الحقيقي لتعمل مادة استرزاق مقيتة ، لبيع الوطن والاستمرار في خلق الفوضى وعدم استقرار الأوضاع في عدن ، وكلنا نعلم جيدا لماذا عدن يسوق فيها مثل هذه الأبواق..
فهناك سؤال يفرض نفسه اليوم ، بعد حرب الحوثي على عدن وضياع الجيش ، من أي محافظة كون الجيش اليمني؟ لكانت الإجابة هم من أبناء عدن والمحافظات المحررة وبالأصح أبناء المقاومة الجنوبية ، الذين رصوا صفوفهم لتأسيس الجيش اليمني ، الجيش اليمني الذي يحارب في باب المندب وتعز وجبهة مأرب وحتى على الحدود السعودية.. مع وجود لأبناء المحافظات الأخرى كالمحافظات الشمالية..
ولكن المحللين اغفلوا شيء ان المعنى الحقيقي لمعنى كلمة دولته هو بناء دولة قائمة على الوحدة الوطنية يحفظها النزاع و الصراع المناطقي..
تمعنوا بعمق للمعنى الحقيقي حين قاله دولته ،لوجدتموه عين العقل والصواب ، ماذا يعني أن يكون للدولة وحدة عسكرية واحدة تتبع الدولة ولا فرق تتبع فئات أو أحزاب أو مناطق معينة ، فنحن لسنا ليبيا ولسنا العراق.. وابناء الوطن لن يسمحوا أن يرجع بناء الحال لعهد السلطنات اليمنية...
لماذا ينشرون الأفكار الهدامة التي تأخذ البلد لمنحدر صعب الخروج منه، لماذا يقارعون أفعال دولة تريد الاستقرار والامان ووحدة الصف الوطني وهم يريدون التمزيق والانقسامات لتكون دولة داخل دويلات؟!
الاجابة بكل بساطة أن بن دغر اوجعهم حين اهتم بعدن وخصص لها كل الاهتمام وحل فيها مختلف المشاكل و الازمات الخدمية ، وزداد وجعهم اليوم حين صرح بتصريحات نارية قال فيها: "ستبقى قضيتنا الملحة في عدن العاصمة المؤقتة وفي سائر المحافظات المحررة هي في استعادة الأمن الدائم كل الأمن، وكل الاستقرار الذي لا يعكر صفوه أحد".
لقد بذلنا جهداً في مجال الأمن والخدمات أتى ببعض النتائج الإيجابية، وسنواصل جهودنا مع كل الأطراف المعنية لجعل الدولة دولة حقيقية على الأرض وفي سماء اليمن. لنجعل القرار موحداً في الشرعية، مع أنفسنا ومع الأشقاء في التحالف، الأمن هو المهمة العاجلة في عدن ولحج وفي أبين وحضرموت وفي شبوة ووظيفة الدولة الأولى، ولا يضاهيها في الأهمية سوى تقديم الخدمات في مجالات الكهرباء والماء والصحة والتعليم والنظافة والطرقات التي تحملت الحكومة المسؤولية عنها في المناطق المحررة وكما نجحنا في توفير المرتبات للمدنيين، ونسعى بجهد جهيد لتوفيرها بانتظام للعسكريين، فإننا متأكدون أننا نجحنا في مجال الخدمات سوف نواصل جهودنا في مواجهة الإرهاب وملاحقة خلاياه أينما كانت، يجب على هؤلاء أيضاً أن يدركوا أن المجتمع قبل الدولة يرفض فكرهم، وسلوكهم الذي يحملونه قيم الإسلام والإسلام منه براء، سنلاحقهم حتى يتوقفوا تماماً عن ممارسة الإرهاب والعنف وأن يتخلوا عنه كنهج..
بن دغر يا سادة هو من سعى لحل مشكلة الكهرباء التي عانى منها أهل عدن منذ التحرير ، بن دغر الذي حل مشكلة المشتقات النفطية ، بن دغر الذي دفع بعجلة التنمية في عدن والمناطق المحررة ، وهو نفسه الآن الذي تحاربونه..
رئيس الحكومة الوحيد الذي اهتم بعدن وبشاهدة أهلها ، ولم تتحسن مشكلة الكهرباء ولم تلقى مؤسسة الكهرباء أي اهتمام الا بعهده ..بن دغر الذي زار المحافظات الجنوبية وتلمس همومها وتفقد احولها وانصفها بتوجيهات من فخامة الرئيس هادي ، بن دغر الذي تتهموه بالخيانة من حل مشكلة الرواتب لموظفي الحكومة وخصوصا عدن .. هو الذي فاتح بابه لكل من يدقه ومعه مشكلة او يحتاج لمساعدة ولم يجد احد ان ينصفه ، والمواطنة بسمة شمسان خير دليل وغيرها من الموافق..
فاليوم كانت علامة فارقة في عدن واقولها بصراحة ، كوني ذهلت مما رأيت من جماهير غفيرة شاركت احتفالية ثورة 26 سبتمبر في القاعة الاتحادية في العاصمة المؤقتة عدن ، لم يكن مجرد فعالية بل كان عرس ثوري وطني كبير، فقد امتلأت القاعة بالمشاركين فرحة بالعيد بل تعدى حصولهم على مقاعد للجلوس ففضلوا أن يظلوا واقفون بدل من مغادرة القاعة ، فقد تنوع الحضور من قيادات عسكرية جنوبية كما كان للحراك الجنوبي وبقية الاحزاب السياسية والسلطة المحلية لعدن والمحافظات المحررة..
في سابقة من نوعها ومنذ 3اعوام مضت لم تحتفل عدن بعيد سبتمبر ولتقى هذا التجمهر الكبير كما لقته اليوم ،فهذا ان دل فهو يدل على أن هناك صحوة لكثير من العقول التي غردت خارج سرب قضية الوطن ، فعادت لرشدها وايقنت ان الحل الوحيد والمعترف به دولياً هو شرعية الرئيس هادي والدولة الاتحادية دون المزايدات او الوعود الكاذبة...
اخيراً مهما تماديتم في الكذب والافتراءات ستنكشفون ، وسيعلم الشعب المسكين الذي تتاجروا في توجهاته وآرائه أنكم انتم من خذلوهم ، فإن لم تفهموا فتفكروا واستوقفوا عند هذه الجملة (فالرئيس هادي جنوبي ورئيس الوزراء بن دغر جنوبي ومحافظ عدن المفلحي جنوبي)..المعنى في نفس الحاقدين!!