ثمة مثل فارسي يقول : المديح الحقيقي هو الذي يقوله فيك عدوك ! ماجعلني أستحضر هذا المثل في ذهني هو أني اليوم وبينما أتبادل الحديث رفقه صديقي إذ به يخبرني بمدحه عني من شخص يعتبرني من أعدائه ! وعلى الرغم من تألمي بأن نكون أخوة في كل شيء تقريباً الدين، العرق، الهوية وحتى المدينة ونتعامل كأعداء ! لكن هذا الأمر أحدى سنن الحياة المؤلمة، فأنا حتى اليوم لازلت أحاول أستيعاب فكرة كيف كان لحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم اعداء يحولون إيذائه بكل طرق ! وأقسم لكم بأني لازلت أفكر بأي قلب كان ذاك من كسر رباعية محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ؟! المهم ، أسعدتني جدا ًمدحته وكلماته تلك ، وكأنها جاءت من شخصية ذات حجم وثقل كبير في مجتمعنا، فما أعتدانه دائما ًممن لا يحبونا لاشيء سوى النميمة والتقليل والتقزيم و تصيد الأخطاء و محاولة تغيير نظرة الناس لنا ! وعلى ما كل ذلك أيها البشر ؟! حاولوا أكتساب شجاعة الإنصاف، وأعطوا كل ذي حق حقه ، وتعلموا ثقافة أخلاق الكبار فإن من أطلق على عبدالرحمن الداخل الأموي لقب " صقر قريش " اللقب الذي ظل خلداً باسمه هو عدوه اللدود أبو جعفر المنصور العباسي ! وإليك أنت يا من ألماتك كلمات من يعاديك، وتوجع خاطرك مما وصلك، وعكر بالك من تصرفاتهم، إنتصر عليهم بأنتصارك في حياتك أنت ، إصبر وتجاهل حقدهم وألسنتهم، وتذكر عبدالله بن المعتز حين قال : إصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تؤكله ! وأعلم أيضا ًفي الوقت ذاته انه كلما ازدادت نجاحاً ازدادت اعداءً ، فغالباً ستجد من يكرهك ، لا، لا شيء سوى لنجاحك ! وكما يقول أوسكار وايلد : النجاح يخلق لك اعداء ، ولكي تكون ذا شعبية كن تافهاً ! فلا تسأل ولاتقل في نفسك لماذا لا يحبني هذا أو ذاك ، طالما تتعامل بضميرك وأخلاقك معهم، وأجعل محبة الله هي همك الأكبر .