أماني عزام
قرار «الجوكر»
الاثنين 2 يوليو 2018 الساعة 17:37
من فترة كبيرة  نصحني بعض زملائي أن أتخصص في ملف معين وأكدوا لى أن عملي في اتجاهات وملفات كتيرة لن يخدمي ولن يمكننى من أن يكون لي ملف ثابت اتعرف  واشتهر به، فيما نصحني زملاء ٱخرين بترك ملف الخارجي بحجة أنه لم يعد مهما أو مطلوبا في الصحافة المصرية.

لفترة اقتنعت بكلامهم وقررت أدرس وأتعمق في ملف معين وأتخصص فيه لكننى وقفت حائرة عاجزة عن اختيار ملف بعينه دونا عن جميع الملفات التي عملت بها واشتغلت على نفسي فيها مذاكرة واضطلاع وفهم ومتابعة عشان أقدر أواجه أي مصدر وأوجه له أسئلة مباشرة في أي حوار صحفي أوقضية مثارة "كلهم أولادي زي مابيقولوا"

أستاذ لي نصحني بالإستمرار في عملي كما أنا قائلا خليكي كده "جوكر".

التعبير لامس قناعتي الداخلية التي تقودني دائما لعدم وجود تخصص في الصحافة وإن الصحفي الشاطر بيشتغل كل حاجة وأي حاجة ميداني تحقيقات فن رياضة سياسة خارجي بأقسامه  وملفاته المتنوعة.

طول عمري مؤمنة إني منفعش أمسك وزارة أو حزب أو أي مصدر ثابت أنقل بياناته.. أنا بلاقي متعتي في الحوارات والتصريحات الخاصة مبعترفش بالكم في الشغل ومبهتمش بالعدد اللي بقدمه بفرح جدا لما أعافر للوصول لمصدر معين وأوصله.. الغريب بقي إن كل الصحف اللي اشتغلت فيها ساعدتنى استمر في اتجاهي اللي مؤمنة به..  دائما بكون جديدة في كل صحيفة أروحها وبالتالي المصادر متسكنة وبيخدمني اني معنديش ملف أو مصدر ثابت فبشتغل في الزاوية أو القسم اللي محتاجني أو اللي بيسمحولي بالعمل فيه ولذلك أنا تقريبا اشتغلت في كل الأقسام.

منذ يومين حدثتني زميلة تعمل في ملف معين وطلبت مصادر متنوعة بعيدا عن مصدرها واخبرتني أن ملفها لم يعد مطلوبا كما ينبغي وبالتالي ستعمل في ملفات أخرى ساعدتها بقدر ما أستطيع وترسخ في ذهني عدم اللجوء للتخصص في ملف ثابت قد ينشط على الساحة فترة ثم يختفي.. واليوم طلب مني زميل متخصص في ملف ثابت مصادر ليبية لنفس السبب فالملف الخاص به لم يعد مثيرا ولذلك سيعمل على الملف الليبي بجانبه ساعدته بقدر استطاعتي ولكنني آمنت وأيقنت أنه لا أمان للتخصص.. فشكرا جزيلا لأستاذي صاحب تعبير "الجوكر" لن أتخصص.. وشكرا لكل من نصحني نصيحة صادقة من القلب.. وشكرا لكل من رشح لي ملفات معينة فقد ساعدتني ترشيحاتهم في فتح جبهات جديدة والتركيز  على ملفاتها وشكرا لكل من ساعدني طوال مسيرتي المهنية، وشكرا لكل مصدر تعاون معي في تأدية عملى ليخرج إلى القراء بشكل لائق.

شغلي في ملفات كثيرة منحني ما هو أهم من التخصص والشهرة.. منحنى إخوة  وزملاء وأساتذة في جميع دول العالم مدينة لهم بكثير من الأفضال.. لذلك سأذاكر وأتابع واجتهد في جميع الملفات وسأسعى في كل يوم أعيشه لكسب مصدر جديد يوميا هنا تكمن لذة العمل.

لن أتخصص..

صحفية مصرية

المقالات