هي قصة ...خططتها بيدي.؛
أنا كطفل يطارد المدى ، كفنان عابس في وجوه معجبيه،
كجوهرة ثمينة في حواري الفحّامين، كسراب يتطاير في أوساط الرياح ، كغيمة تعلو السماء ولا تمطر ، كعابر سبيل يمضي إلى حيث لايعلم ، كطفل بريءٌ ينادي : أمي ....أمي استيقظي.... أرجوكِ لاتتركيني وهي في سبات طويل المدى، ككاتب ينزف فوق البياض ، ضجيج أعماقه ومشاعره المختلطة، أفكاره المتشعبكة، همومه التي أبت ألاّ تفارقه ،
وصدره المليء بالحزن والاكتئاب ،
يظن لوهله ...فيقول في نفسه: ليس هناك أمل ،
أنا لم أعد أستطيع تحمل العيش وأعباء الحياة ...،
في وطن نهشته الأمنيات كلما تطهر من رجس الشعارات،
في وطن فيه الضباب يسقط منه الماء المعطر بالبارود،
في وطنٍ نازفٍ بالخراب ، وطنٌ يتكحل بالسراب ،
وطنٌ يموت فيه الناس جوعاً ....وهم يسبحون في خيراتهم وثرواتهم التي سلبت منهم ،
وطنٌ أصبح فيه التجار هم من لهم الكلمة الأولى واصحاب القرار في خفض ورفع الصرف والأسعار ، ويلٌ لهم من غضب الجبار وويلٌ لهم من عذاب النار ،
فيآ أسفاآه لحالنا ولوضعنا ويآ لفرحة الأعداء والكفار،
*غفوت للحظه *؛ عسى أن يرتاح قلبي ممافيه من طوفان القهر والأسى ، متأملاً ان يتلاشى مايجري ..،
فجأه أرى نفسي.. في عتمة شديده ، في ظلام حالك،
حينها بدأ الخوف يلامس قلبي ، وبدأ العرق يقطر من جبيني ، يداي ورجلاي ترتعشان ، أرى نفسي في وضع لايحسد عليه البتّة ،
أخاطب نفسي بصوت عالي ..،لماذا لا اتحرك..!؟
فعلاً :- حاولت ان اتحرك لكنّ هنالك شيٌ يشد وثاقي ..!!
وأثناء غفوتي*
رأيت الوطن يغفو ..، والطفل يصرخ ، الأم تبكي ، والأخ يتألم، والزوجة مصابة بفوبيا الحرب ،
أصرخُ من ثقبٍ يا وطني ،
وعيناي تحملقان في اللاشيء ، كطفل يطارد المدى..
طفولةٌ سُلخت براءتها ، عينٌ تذرف خوفها الشاهق، قلبٌ يتقهقر في ميادين القهر ، والطفل أصبح محروماً دراسته ، مسلوباً طفولته ،
الشباب تتلاشى أحلامهم ، ونسي البعض منهم طموحاته ،
وأصبح التشاؤم واليأس سيدا الموقف لديهم..!!
كل هذا مجرور على ماذا ؟!
على حرفٍ وكرسيٍ ولا يعنيه شيءٌ من هذا أو ذاك ،
شبابٌ دمر حاضرهم قبل مستقبلهم ، يعانون كما لو كانوا تحت ركام الحرب ..
ونساء دمرت حياتهن وقتل أزواجهن وأنتهكت أعراضهن ..،
لمَ كل هذا يا وطني ؟!
في وطني فقط يتم أغتصاب النهار، ورشوة السلام، وخيانة الظلام....مفارقات عجيبة .... فنحن نصرخ بصوت شاهق .،
يحيا الدين، يحيا الوطن، يحيا العلم، يحيا السلام، يحيا الإسلام ، تحيا العقيدة ،وتحيا الحرية، تحيا الأمة العربية، وتحيا الجمهورية اليمنية ..،
ونسعى لتدمير كل شي ...!!!
نصرخ بصوت مرتفع "يحيا العدل"
ونطرق أبواب الرشاوى والكثير ..
وطني : إنني أحبك عدد كل جريمة قد انتهكت بحقك.