محمد صالح بلعجم
الأوضاع المعيشية في البلاد اليمنية
الخميس 1 مارس 2018 الساعة 06:51
تعاني اليمن وشعبها من ويلات الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي طيلة الفترات الماضية منذ إعلان الوحدة بين الشمال والجنوب إلا إنها كانت خلال الفترات الماضية أهون وأقل ضرر نوعاً ما مما يعانيه الشعب اليمني اليوم.
وفي مقالي هذا سوف استعرض بإيجاز بعض المحطات المعاصرة الهامة التي مرت باليمن ونتائجها على الأوضاع المعيشية للشعب اليمني.
كانت أولى المحطات في 2011 أبان انطلاقه "ثورة الشباب"التي انطلقت من شمال اليمن للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن أكثر30عاماً،حظيت الثورة بزخم شعبي واسع في العديد من المحافظات اليمنية وخاصة الشمالية أما في المحافظات الجنوبية انقسم الشارع الجنوبي بين مؤيد ومعارض.
ولما أحس صالح بخطورة هذه الثورة والإعتصامات المستمرة لجاء إلى قمع المتظاهرين والمشاركين في الثورة باستخدام القوات الموالية له واستخدام مايسمى(البلاطجة:وهم أفراد في لباس مدني يحملون أسلحة وأدوات قمع)قتل العديد من شباب الثورة وأصيب العديد منهم في معظم المحافظات اليمنية.
واستمر هذا النزاع بين صالح ومعارضيه من شباب الثورة والأحزاب المعارضة حتى تدخلت دول الخليجي بمبادرة عرفت بـ"المبادرة الخليجية"لتكن هذه المحطة الثانية،نصت على تنازل الرئيس صالح لنائبه عبدربه منصور هادي
وقبل صالح المبادرة ووقعها مع قيادات من حزبه الحاكم"المؤتمر"من جهة وعبدربه منصور هادي وحكومته من جهة أخرى.
كما نصت على إقامة حوار وطني شامل يضم كافة القوى المؤثرة على الساحة اليمنية وكان من بينهم الحوثيون،وشكلت لجان الحوار وشارك فيها الممثلين ومع استمرار الحوار بدأت بعض الأطراف بالمراوغة ورغم هذه العراقيل استمر الحوار وقبل إقرار القرارات الأخيرة والحساسة منه بدأت عمليات الاغتيالات تطال بعض المشاركين والممثلين عن بعض الجماعات.
ومع إعلان الحكومة زيادة أسعار المشتقات النفطية كانت هذه الثغرة التي اتخذها الحوثيون للسيطرة على صنعاء بدأت عمليات الحوثي بحصار صنعاء وباتفاق صالح مع الحوثي تم تسهيل عملية سيطرة الحوثيون على المناطق التي بها قوات تابعه لصالح وفرض الإقامة الجبرية على عبدربه وإجباره على إلقاء بيان استقالته على قناة"اليمن"الناطقة الرسمية للحكومة.
نجح عبدربه في الفرار من الحوثة والذهاب إلى عدن وتحديداً إلى"قصر المعاشيق"إلا إنا هذا الأمر لم يرق لتحالف الحوثي صالح فعمدوا على محاولة تصفية عبدربه من خلال غارات جوية قامت بها القوات التابعة لصالح وهذه الخطوة كانت بداية لعملية نوعية أخرى ودخول تحالف جديد في خط المواجهة.
بعد طلب الرئيس اليمني هادي من الملك سلمان التدخل لإنقاذ الوضع أجاب الملك النداء ودخل التحالف العربي في صف الشرعية ليكون بذلك تدخل وتفوق نوعي يضاف إلى قوات الشرعية لمتلاكه الطيران الحربي والسيطرة على الجو وفي المقابل دعم المقاومة على الأرض بالأسلحة،ونالت هذه الخطوة إعجاب الشعب اليمني بعد لتحقيقها الكثير من العمليات التي ساهمت في إضعاف تحالف الحوثي صالح ولكن بعد مرور فترة من الزمن توالت الغارات الجوية الخاطئة في كثير من المناطق واستهداف بعض المناسبات وبعض المعسكرات التابعة لشرعية هادي الأمر الذي ترك المواطنين في حيرة من أمرهم،ليس هذا فحسب بل عمدت معظم الدول المشاركة في التحالف على منع المواطنين اليمنين من الدخول إلى أراضيها والتضييق على الموجودين فيها وفرض رسوم تعجيزية عليهم لإجبارهم على مغادرة أراضيها دون مراعاة للظروف الإنسانية التي يمر بها البلد.
كل هذه المشاكل والحروب ألقت بظلها على الشعب المغلوب على أمره الذي يقاسي ألم المرض،وأزيز الطيران وتطاير الرصاص العشوائي والإستهداف للمباني السكنية،وكذلك الغلا الفاحش في أسعار المواد الغذائية الضرورية والعلاجية حتى أصبحت تفوق دخل الموظف والعامل اليمني وسحقت كل الطبقات الاقتصادية لتبقى طبقة "من هم تحت خط الفقر" الطبقة المتصدره بلا منازع،كما تزايد أعداد اليتامى والأرمل وهلك الشيوخ والأطفال والشباب نتيجة هذه الحرب البغيضة التي مازل يدور رحاها حتى يومنا هذا ليبقى الإنسان اليمني يعاني من ويلاتها حتى يشبع تجار الحروب ويرتوي مصاصي الدماء.