بلال الطيب
خرافات الإمامة في اليمن: يُجري الأنهار في الغيطان!
السبت 14 يناير 2023 الساعة 21:48

كان المُتوكل أحمد بن سليمان بطاشًا عنيفًا، وجاروديًا مُتعصبًا؛ بدليل قوله: «وعندنا أنَّ من تقدم أمير المؤمنين علي عليه السلام أو قدم عليه بعد النبي، فقد ظلمه، وجحد حقه، وهو كافر نعمة، فاسق ظالم»؛ بل أنَّه ولشدة عنصريته حرم زواج العلوية من غير العلوي، وأفتى بقتل القحطاني الذي يُخالف ذلك!

والأسوأ من ذلك تكفيره لمُعارضيه، وإباحته قتل من يُجيز الإمامة في غير البطنين، واتخاذه لسياسة فرق تسد بين القبائل اليمنية، وعنه قال الحجوري: «لم يبن شيئًا، ولا جبى خراجًا، ولا دون ديوانًا، وإنَّما كان يصدم القبائل بالقبائل، والسلاطين بالسلاطين». وكان يبدأ رسائله بهذه المقدمة: «من عبدالله، المُتوكل على الله، والداعي إليه، والمجاهد في سبيله، أمير المؤمنين أحمد بن سليمان بن الهادي إلى الحق المبين يحيى بن الحسين بن رسول الله صلى الله عليهم أجمعين، وآلهم الطيبين». 

ألصق به كاتب سيرته مُعجزات خارقة، وكأنَّه واحد من الأنبياء، من إبرائه للأعمى، وعلاجه للأصم، وشفائه للمرضى، ونُصرته بالسيل والمطر! وقال عنه: «فكان من توفيق الله سبحانه أنَّه ما مرَّ ببلد جديب، ولا نزل بموضع محيل، إلا أنزل الله تعالى على ذلك البلد المطر، وسقاهم الغيث».

وخاطبه الشيخ محمد الحجيري قائلًا:
يا ابن بنـــــت الـنــــبي كـــل لـسان
مــــــــادح مــا يكـــون مدح لساني
 
ظهرت فيــــــــك معجــــزات كبـار
لم نخلــــها تــــكــون في إنســـــان
 
تبــــــرئ الأكمـــه العليــل وتـشفي
بـشـــفا الله أعــــيــن العمـــــيــان
 
وتســــوق الحيا إلى حيث ما كنت
وتجــــــري الأنـــهـار في الغيــطان

* من كتاب (المتاهة.. الحلقات المفقودة للإمامة الزيدية في اليمن)

المقالات