لابد ان تعيش يومان من القلق والخوف حين تفكر بالسفر من تعز الى عدن او العكس، وان نجوت من القلق السابق للسفر فإنه سيظهر لك في الطريق نفسها وانت ترى تلك التعرجات المخيفة.
اما حين يحدث حادث تصادم قواطر او ميل مركبة في الطريق فان الطريق يغلق نهائيا وما عليك إلا أن تأخذ امتعتك وأطفالك سيرا على الاقدام لساعات وستواجه عواصف رملية تكاد تعصف بالأطفال إن لم تحكم القبضة عليهم بأحضانك.
أما أن أمطرت السماء وجرف السيل طريق الهيجة وطبيعي ان يغزر الماء في السائلة فإنك لن تستطيع مواصلة السير وسوف تضطر للتوقف في ذلك الطريق الى الغد انت ومن كان على ظهر الناقلة بشرا كانوا أو مواد امراض أو أصحاء، وقد يكون التوقف في مكان مقطوع ...
إنها رحلة معاناة وقصة تعب تروى من تلك الطريق التي يقبع خلفها ما يقرب من ستة مليون نسمة ينشدون السلام والعيش الكريم .
في زمن اصبح العالم غرفة واحدة، احد ميزاته الاهتمام بالإنسان وتسهيل وصول الخدمة إليه..
يحشر أبناء تعز وغيرها من المناطق المحاصرة خلف قضبان الجبال والطرق الوعرة ليعيشوا مقطعي الأوصال يعانون مرارة الحرب والحصار وانهيار الاقتصاد حالمين باللحظة التي يعم فيها السلام وتستعيد اليمن أمنها واستقرارها..