منذ أيام يحشد الحوثي كل إمكانياته مستخدمًا أموال الدولة وما نهبه من قوت المواطنين لدفع الموظفين والمغرر بهم للاحتفاء بما يسمى "يوم الولاية" المزعوم وهي خرافة يحاول الحوثي التمسك بها لإخضاع اليمنيين تحت سلطته باعتباره حاكمًا إلهياً مقدسًا من السماء.
عشرات المناسبات الطائفية التي ابتكرها الحوثي في مناطق سيطرته وينفق من أجلها المليارات مثل يوم عاشوراء، وعيد الغدير، والمولد النبوي، وجمعة رجب، ومقتل الحسين، ويوم الشهيد، وكلها مستوردة من موروث الفكر الإيراني الشيعي لاستخدامها في تجريف هوية الشعب اليمني وتمكين سلالة الحوثي من رقاب الشعب.
يعلم الحوثي بأنه منبوذ شعبيًا وليس باستطاعته حكم الشعب اليمني عبر أدوات الحكم الحديثة المتمثلة بالشورى والديمقراطية وحق الناس في اختيار من يحكمهم عبر صناديق الاقتراع، ولذلك يلجأ للتمسك بخرافات شيعية لإثبات حقه بالحكم باعتباره امتدادًا لعلي بن أبي طالب، وهي فرية كبيرة لا تستند إلى دليل صحيح أو منطق مقبول.
يقدم الحوثي خطابين متناقضين، خطاب ناعم للعالم الخارجي يحاول إثبات عصريته والتزامه بالأسس الحديثة في الحكم والحقوق والحريات، وخطاب داخلي شعبوي طائفي للترويج لأحقيته في الملك وأنه موكل من السماء ويجب على اليمنيين السمع والطاعة له.
إن أكبر كذبة في التاريخ الإسلامي هي خرافة الولاية وحصر الحكم في سلالة عائلة واحدة، وهي محاولة حوثية لإنشاء حكم عنصري سلالي طبقي قمعي قائم على الدجل والخرافة والظلال الواضح.
إحياء الحوثي لهذا اليوم عبر فعاليات ومحاضرات وخطب هي محاولة يائسة لتكريس ونقل التجربة الإيرانية إلى اليمن، ومحاولة لتمكين أقلية سلالية لحكم أغلبية الشعب اليمني عبر الأكاذيب الباطلة وسلطة السلاح.
هي محاولة بائسة أيضًا لاستعادة حكم الإمامة الوثنية، وتكريس واقع جديد لقبول الناس بتسلط الحوثي الذي يدعي أفضليته على بقية الشعب اليمني، وهذه الفكرة تمثل جوهر الصراع بين الحرية والعبودية، بين المساواة والعنصرية، ولن يقبل بها الشعب اليمني الذي ناضل وقدم في سبيل مواجهتها آلاف الشهداء والجرحى عبر سنين طويلة.
بدعوى الولاية والوصاية يحاول الحوثي اغتصاب السلطة ونهب ثروات الشعب وتمكين سلالته في حكم اليمن الجمهوري، وتحويل الناس إلى وقود المعارك، وثمناً رخيصاً لمشروعهم الكهنوتي الباطل.
إن فرية الولاية ليست مجرد ولاية دينية فقط، بل هي ولاية سياسية واقتصادية وثقافية، ومشروع إخضاع وعبودية لعبدالملك الحوثي وحده لا شريك له، ولكن الشعب اليمني قادر على مواجهة هذه الجناية وكما أسقط حكم الأئمة السلالي فهو قادر أيضاً على إسقاط مشروع سلالة الحوثي الجديد القائم على ادعاء الحق الإلهي على سائر الشعب اليمني.