أمين الوائلي
لماذا الأغنية خطيرة؟
الجمعة 1 يوليو 2022 الساعة 17:59

الغُناء عمل جماعي يُحضر الروح الجماعية وفلسفة التشارك والتكامل في قالب واحد يعتمل طاقة وحياة متجددة بالمعنى الذي تفيده ديمومة الفن واللحن والكلمة وجميعها منتج يمتزج أرواحا في مفردة إبداعية مبتكرة ما كان لها أن تتحول إلى قيمة ورسالة لو لم تكن بنت الجماعية وإيقاع المجتمع.

الأغنية زيت الثورة ومداد بياناتها الملحون المسموع والهادر ويمتنع على المصادرة والمنع والحبس والإعدام، وهي سرعان ما تنتقش معاشها وسيرورتها في قلب الصخر وصرير الريح وهدير السيول ومهاجل الفلاحين ومهايد الزراع والعمال والمسافرين والمغتربين والعائدين والعشاق والعامة والنخب على السواء، كانعكاس موضوعي لقيمة وروح الجماعية والتشارك الثوري الفذ في خلق وتخليق وإنتاج وإنضاج وإخراج هذه الطاقة الجماعية الواعية الخلاقة في قذيفة ملحونة.

إنها عبقرية الكلمة واللحن في مفردة واحدة؛ بما أن الأغنية تأدت إلى ما هي عليه أخيرا عن جهود شاعر وملحن ومؤدون (عازفون/ مغنون) وما ومن يدخل بعد في هذه الصنعة اللصيقة بالحياة وبالتشارك النوعي كقيمة ثورية ملحمية مدمجة في  كل عمل فني وغنائي يتحول بالتالي إلى حالة عامة وجماعية من التلقي والتجاوب والتفاعل والتأثر.

من هنا تندمج فلسفة الفن والغناء والأدب على جذوة تهبها معنى التوقد والديمومة وسر الخلود في مسارات الأزمنة ومدارب الأمكنة. ومن هنا كانت الأغنية خطيرة ومؤثرة وملهمة وجماهيرية... ويخشاها الظلاميون والظلمة والمستبدون وأعداء الحياة والشعب والجماعة الوطنية.

الأغنية اليمنية كانت رفيقة الناس والبلاد وندى أرواح اليمنيين وعبق الذات العتيقة العتيدة المعتملة في تقلبات التاريخ وتحولات المراحل.

سبتمبر أيلول العظيم.. سبتمبر اليمن العظيم.. خلد الأغنية والنشيد وتخلد في وبالأغنية والنشيد. يتردد في أفق البلاد والدنيا بمثابة إعلان خالد على صدر الصفحة الأولى من أيام الوجود : 

"أنا الشعب زلزلة عاتية"
"أشرقي تحت سمائي يا سيوفي"
"لن ترى الدنيا على أرضي وصيا".

المقالات