قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم السبت، إن وصف تهجير الفلسطينيين بالطوعي «هراء».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليبي لازاريني، أن «مسألة التهجير خط أحمر للأردن ومصر والدول العربية، ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف... إذا كانت هناك مجاعة من صنع البشر، فهذا لدفع السكان للخروج من أرضهم، هذا هراء أن نقول إن هناك تهجيراً طوعياً».
ودعت إسرائيل في وقت سابق، سكان مدينة غزة إلى المغادرة نحو الجنوب، مع توغل قواتها في أكبر منطقة حضرية بالقطاع.
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني اليوم، إن إسرائيل تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء، داعياً إلى رفع القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية في غزة.
وطالب لازاريني، بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن العاملين بالمجال الإنساني في غزة يدفعون ثمناً باهظاً. وأكد لازاريني أن «الوضع المالي للوكالة سيئ للغاية، واضطررنا لوقف بعض برامجنا»، لافتاً إلى أن دور الصحافيين في غزة مهم لنقل ما يحدث بالقطاع.
وأكد وزير الخارجية المصري، أن تعنت إسرائيل عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم في مسار التهدئة، داعياً إسرائيل للقبول بمقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة. وقال إن «مقترح ويتكوف يتضمن فترة مؤقتة لمدة 60 يوماً لوقف إطلاق النار بغزة»، مضيفاً: «لدينا خطة عربية إسلامية متكاملة بشأن الترتيبات الأمنية في غزة وإدارة القطاع والتعافي المبكر وإعادة الإعمار»، لافتاً إلى أن الترتيبات الأمنية تتضمن تمكين الشرطة الفلسطينية ونشرها بقطاع غزة.
وأوضح عبدالعاطي ، أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب في غزة، مشيراً إلى أن مصر تواصل جهودها لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، وأضاف أن مصر أبقت ولا تزال معبر رفح مفتوحاً على مدار الساعة وبشكل يومي، مشيراً إلى أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 700 شاحنة من المساعدات.
وأكد رفض مصر «للسياسات التوسعية التي يمارسها الاحتلال في القطاع»، معلناً «رفض تصفية القضية الفلسطينية».
وحمل عبد العاطي، المجتمع الدولي، مسؤولية تراجع دعم «الأونروا»، مؤكداً الوقوف بثبات إلى جانب «الأونروا» في مواجهة الأزمات التي تمر بها. وثمن جهود «الأونروا» لدعم الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن «أي محاولات تستهدف (الأونروا) مرفوضة»، وقال: «أي آليات بديلة عن (الأونروا) فشلت فشلاً ذريعاً».
كما أفادت وزارة الخارجية المصرية اليوم السبت، بأن اتصالاً هاتفياً جرى بين وزير الخارجية والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إذ تناول الجهود المشتركة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، التي تستند إلى العناصر المقترحة للمبعوث الأميركي، حيث شدد الوزير عبد العاطي على أهمية تجاوب إسرائيل مع الصفقة المقترحة من أجل خفض التصعيد وحقن دماء الشعب الفلسطيني ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى.
واستعرض الوزير عبد العاطي، وفق البيان، التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية الكارثية التي وصلت إلى حد المجاعة، محذراً من خطورة وتداعيات توسع العمليات العسكرية في غزة، واستمرار استخدام التجويع سلاحاً. كما أطلع الوزير عبد العاطي المبعوث الأميركي على استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، وذلك وفقاً للخطة العربية - الإسلامية التي تم اعتمادها في القمة العربية بالقاهرة في شهر مارس (آذار) الماضي.
كما استعرض الجانبان تطورات الملف النووي الإيراني، حيث تناول الوزير عبد العاطي الجهود والاتصالات الرامية لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات، وتقريب وجهات النظر وإتاحة الفرصة للحلول الدبلوماسية والحوار، بهدف التوصل إلى تسوية مستدامة تراعي مصالح جميع الأطراف، وتسهم في خفض التصعيد واستعادة الثقة وإيجاد مناخ داعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي بالشرق الأوسط.