أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية ، يوم الأربعاء، حكما بالسجن على شقيقين من اليهود الحريديم، بتهمة التهرّب من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، ما أثار ردود فعل غاضبة.
واعتقلت الشرطة العسكرية الشقيقين، رافائيل وباروخ يتسحاقوف، وهما طالب وخريج من معهد "مأوروت هاتوراه" في كريات ياعاريم، ليل الثلاثاء من منزلهما في تل أبيب. ووفقا للحكم، سيقضي رافائيل 17 يوما في السجن، بينما سيقضي بَروخ 13 يومًا.
وأثارت الاعتقالات ردود فعل غاضبة في أوساط الحريديم، أبرزها في منزل زعيم التيار الليتواني الحريدي، الحاخام دوف لاندو، حيث جرت مشاورات بمشاركة نشطاء من داخل إسرائيل وخارجها بهدف التوصل إلى إجماع حول خطوات الرد.
وجاء في بيان رسمي من منزل الحاخام: "دولة إسرائيل أعلنت الحرب على أبناء التوراة. اليهودية الحريدية ستخوض معركة عالمية غير مسبوقة".
إلى جانب ذلك، أطلق التيار "اليورشاليمي" حملة مثيرة للجدل، حيث دُعي الشبان الذين لم يستجيبوا لأوامر التجنيد للتسجيل في سحب خاص تُمنح فيه جوائز مالية تصل إلى آلاف الشواقل.
ووفقا للإعلان، سيُدرج المشاركون في السحب "من بين جميع الأبطال الحاصلين على أوامر التجنيد"، على أن تُجرى القرعة الأولى الأسبوع المقبل. وفي منشور صادر عن مقر "نعطين غاف" — وهو هيئة تنشط داخل المجتمع الحريدي — جاء: "حصلت على أمر تجنيد؟ لقد ربحت!"
وفي الأسبوع الماضي، وبعد خطاب الحاخام دوف لاندو، صرّح مصدر في حزب "ديغيل هتوراه": "قصده أنه إذا تم اعتقال طلاب المعاهد الدينية، فستجد السلطات نفسها أمام يهودية حريدية عالمية موحدة، مع ممارسة ضغط سياسي واقتصادي عبر اليهود في الولايات المتحدة المقرّبين من الحاخام. سياسيا: عبر البيت الأبيض، واقتصاديا: بوقف التبرعات للمؤسسات الإسرائيلية".
كما وردت تقارير عن محاولة اعتقال أحد طلاب المعاهد الدينية في حيفا، في منزل والديه، إلا أنه لم يكن في المنزل، وهو شاب متزوج منذ نحو شهر.
هذا وتعارض الأحزاب الحريدية، المشاركة في الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو، أي قانون يفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على طلاب المعاهد الدينية (اليشيفوت)، ويعتبرون أن دراسة التوراة هي أهم أولوياتهم وأن التجنيد يمثل تهديدا لهويتهم الدينية.
أزمة تجنيد الحريديم
وبعد اندلاع حرب غزة، ازداد الضغط على الحكومة من المحكمة العليا والجيش الإسرائيلي. فقد ألغت المحكمة العليا الإعفاء التلقائي من التجنيد وأصدرت تعليمات للجيش ببدء تجنيد الحريديم، وذلك في ظل الحاجة المتزايدة للقوات العسكرية.
ردا على ذلك، هددت الأحزاب الحريدية بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وإسقاط الحكومة إذا لم يتم إقرار قانون يضمن استمرار إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية. كما شهدت عدة مدن إسرائيلية، خاصة ذات أغلبية حريدية، مظاهرات واحتجاجات ضد قرار التجنيد، حيث خرج آلاف المتدينين للتعبير عن رفضهم للخدمة العسكرية.
من هم الحريديم؟
والحريديم هم تيار يهودي متشدد للغاية، يؤمن بتطبيق دقيق للشريعة اليهودية، ويرفض الأيديولوجية الصهيونية والعلمانية والديمقراطية.
ويعيش الحريديم حياتهم وفقاً للشريعة اليهودية، ويعتقدون أن إسرائيل يجب أن تحكمها الشريعة اليهودية، ويعارضون القيم العلمانية الأوروبية والغربية.
تمركز وجودهم
ويعيشون في مجتمعات منعزلة في إسرائيل والولايات المتحدة، ويشكلون أحياء خاصة بهم يكرسون حياتهم لدراسة الدين والصلاة.
الدعم:
يعتمد عدد كبير من الحريديم على المساعدات الحكومية والدعم المجتمعي، حيث أنهم لا يعملون، بل يركزون على دراسة الدين، مما يزيد من السخط الشعبي.
النفوذ السياسي:
يمارسون نفوذهم السياسي من خلال أحزابهم للتأثير على سياسات الحكومة وفرض تعاليمهم الدينية.
أزمة التجنيد:
فاقمت الحرب في غزة الخلافات حول تجنيد الحريديم، حيث أُلزموا بالتجنيد من قبل المحكمة العليا، مما أدى إلى احتجاجات واسعة واندلاع أزمات سياسية.
عدد الحريديم في إسرائيل
يبلغ عدد اليهود الحريديم في إسرائيل أكثر من 1.3 مليون نسمة، ويشكلون نسبة 13.6% من إجمالي عدد السكان، وفقًا لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية في عام 2024.