في مشهد غريب ومبهج، عاشت مدينة ديترويت الأمريكية، لحظات غير مألوفة بعدما ألقت طائرة مروحية آلاف الدولارات على المارة، في حدث أثار الدهشة والفرح في آن معا.

وبحسب شهود عيان، كانت الطائرة تحوم فوق شارع جراتيوت إفينيو، شرق مدينة ديترويت والتي تعد أكبر مدن ولاية ميشيغان الأمريكية، قبل أن تبدأ بإسقاط الأوراق النقدية مع الزهور، بشكل مفاجئ.

ونتج عن هذا الحدث الفريد من نوعه في أمريكا وعلى مستوى العالم، تجمع الكثير من المارة، في الشارع الذي تساقطت عليه الدولارات والزهور، وسط أجواء من الدهشة والسعادة.

ليزا نايف، وهي موظفة في شركة مجاورة لموقع الحدث، قدرت المبلغ الملقى بآلاف الدولارات، مشيرة إلى أن الشرطة هرعت إلى المكان وأغلقت جزءا من الشارع لمدة نصف ساعة.

مفاجأة الحدث الفريد

المفاجأة كانت في خلفية هذا الحدث الفريد، إذ تبين أن الرجل الذي خطط لذلك توفي مؤخرا بعد معاناة مع مرض الزهايمر، وأن إلقاء النقود والزهور، كان تنفيذا لأمنيته الأخيرة.

وبحسب ليزا، فإن الراحل كان يملك مغسلة سيارات في المنطقة، وأوصى بأن يدخل الفرح إلى قلوب الناس بعد رحيله، وهو ما تحقق يوم جنازته.

وفي السياق ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن الأموال التي اسقطتها الطائرة المروحية، بلغت نحو 5 آلاف دولار.

وقالت إن تلك الأموال تساقطت على المارة مع الزهور، من السماء فوق الشارع، تكريما لشخص يدعى "ديريل توماس"، وتنفيذا لوصيته.

"كان أبا عظيما"

ونقل موقع "فوكس-2 ديترويت" عن سموك ديريل -ابن المتوفى- قوله: قد لا يعرف كل شخص في مدينة ديترويت من كان والدي، لكنه كان أبا عظيما، وأسطورة في مجتمعه، وساعد الجميع.

وأضاف نجل المتوفي: "وكانت هذه آخر مساعدة يقدمها للجميع، وهذا كل ما في الأمر.. وكان هذا تعبيرا أخيرا عن حبه للمجتمع، لأنه كان كريما ومعطاء".

ورافق تسليم الأموال حفل ضخم أقيم في الحي، حيث تجمعت أجيال عدة من العائلة تكريما لحياة ديريل توماس ومسيرته في مدينة ديترويت التي تضم تجمعا كبيرا للأمريكيين من أصول إفريقية.

وبحسب "فوكس نيوز"، فإن ديريل توماس، هو أحد أبرز وجوه المدينة التي اشتهرت بصناعة السيارات، خاصة في مجتمع الأمريكيين من أصول إفريقية، وكان معروفا بمساعدته لعائلته وجيرانه وحبه للسيارات الكلاسيكية، وتوفي في 15 يونيو الجاري.