تحول الغضب الشعبي بسبب الجبايات التي تفرضها مليشيات الحوثي، على مختلف القطاعات التجارية والإنتاجية، في مناطق سيطرتها، إلى حركات احتجاجية ومواجهات مسلحة تتحدى القبضة المليشاوية الشديدة.

واندلعت نهاية الأسبوع الماضي، مواجهات مسلحة بين مجاميع من المواطنين ومليشيات الحوثي، في محافظة ذمار الواقعة جنوب صنعاء.

مهاجمة وإحراق مقرات حوثية:

وقام المواطنون المسلحون، في مديرية عنس بمحافظة ذمار، بمهاجمة مكتب جبايات مليشيات الحوثي ومرافق أخرى مستحدثة، وإطلاق وابل من الرصاص عليها وإحراقها، وطرد العناصر الحوثية التي كانت تتواجد فيها وحولها.

واندلعت المواجهات بين أهالي مديرية عنس وعناصر مليشيات الحوثي، احتجاجاً على فرض جبايات وإتاوات غير قانونية، أبرزها الجبايات المفروضة على تجارة الرمل المستخدم في أعمال البناء والخرسانة، وعلى القات والمنتجات الزراعية.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور، مئات المحتجين المسلحين، وهم يهاجمون مكتب الجبايات وعدداً من مقار جماعة الحوثي، في حين اكدت مصادر متعددة، أن المحتجين طردوا عناصر الجماعة، من نقاط التفتيش وسيطروا عليها.

فرض حصار على مديرية عنس:

جاء ذلك بعد أسابيع من التوتر بين الاهالي ومليشيات الحوثي، على خلفية جبايات وإتاوات، جرى فرضها على الشاحنات المُحمّلة بالرمل وعلى الأراضي التي يستخرج منها، وعلى المنتجات الزراعية والقات.

وفرضت جماعة الحوثي، بعد المواجهات المسلحة والاحتجاجات، حصاراً على عدد من قرى مديرية عنس، شمل منزل كبير أعيانها ومشايخها. كما اختطفت عدداً من أبنائها بمثابة رهائن.

محاولة حوثية لوقف توسع المواجهات والاحتجاجات:

 وفي محاولة منها لوقف توسع المواجهات المسلحة والاحتجاجات في محافظة ذمار وانتقالها إلى محافظات مجاورة، أوفدت جماعة الحوثي عدداً من قيادييها إلى مديرية عنس، لعقد اجتماعات مع الأعيان، وإغرائهم بتنفيذ مشروعات تنموية لدعم المزارعين، وشارك في تلك الاجتماعات القيادي محمد المداني نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية في حكومة المليشيات غير المعترف بها، ومحمد البخيتي منتحل صفة محافظ محافظة ذمار.

وشهدت الأشهر الماضية، احتجاجات في محافظات ومدن عدة خاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، رفضاً لسياسة الجبايات والإتاوات المتزايدة التي تفرضها المليشيات على مختلف القطاعات التجارية والإنتاجية وعلى عموم السكان.