من العبث بالمواقع الأثرية بحثاً عن كنوز مزعومة، إلى الموت تحت أنقاض منجم بدائي بحثاً عن الذهب، يدفع الفقر الشديد الذي يواجهه اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين، إلى المخاطرة بحياتهم، بعد أن عجزوا عن توفير متطلبات حياتهم اليومية.
وبعد حملة العبث التي طالت 62 موقعاً من المواقع الأثرية المهمة في عدد من المحافظات، بزعم البحث عن كنوز قديمة، بتواطؤ من الحوثيين في تلك المناطق، اتجه بعض السكان إلى البحث في مناجم بدائية، أملاً في العثور على الذهب.
مصرع 6 مواطنين تحت مغارة
وبحسب ما أفادت به مصادر محلية وحكومية، لقي 6 من السكان في محافظة حجة (شمال غرب) حتفهم وهم يبحثون عن الذهب، بعد أن أُغلقت الأبواب في وجوههم، خلال عشر سنوات من انقلاب الحوثيين الذين قطعوا رواتب الموظفين، واستهدفوا القطاع الخاص لصالح توجههم المذهبي، من خلال إيجاد طبقة تجارية طائفية.
وقال يحيى الثلايا، وهو رئيس الهيئة العامة للكتاب التابعة للحكومة الشرعية، إن ستة من قبائل حجور بمديرية كُشَر التابعة لمحافظة حجة، انهارت عليهم مغارة كانوا يحفرون بداخلها بحثاً عن معدن الذهب، الذي يُقال إنه يوجد في ذلك المكان.
وبحسب الثلايا، فإن أكواماً من التراب والصخور انهارت على المجموعة، ولم يتمكن أهاليهم من إنقاذهم والوصول إليهم إلا بعد فوات الأوان، نظراً لاعتمادهم على أدوات بدائية جداً في رفع المخلفات، فيما نجا سابعهم من الموت.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن ضيق الحال ولقمة العيش دفعا بهذه المجموعة إلى المخاطرة التي أودت بحياتهم، وقد كانوا قبلها في سعة من العيش، قبل أن يتسبب الحوثيون في قطع أرزاقهم حين عطلت سوق «عاهم»، ودمرت مدينة حرض، وأغلقت منفذها الحدودي الذي كان مصدراً لأرزاق غالبية السكان.
تبرير حوثي
أكدت شرطة محافظة حجة الخاضعة لسيطرة الحوثيين وفاة الأشخاص الستة، وإصابة آخر، جراء انهيار منجم تم استحداثه بطريقة غير قانونية للبحث عن الذهب في منطقة العُبيسة بمديرية كُشَر.
ورغم تأكيد السكان أن مليشيات الحوثي لم تقدم أي مساعدة في إنقاذ الضحايا، أو إخراج الجثث، قال بيان المليشيات إن الأجهزة الأمنية وفريقاً من الأدلة الجنائية نزلوا إلى موقع الحادثة، وتمت معاينة الموقع، ونقل جثامين الضحايا إلى المستشفى، واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
مطالبة بالمساعدة
ناشد السكان في مديرية كشر مليشيات الحوثي التحرك الفوري لمساعدة أسر الضحايا، والناجين، وأكدوا أن المنطقة تعاني من الفقر والتهميش، بسبب إغلاق منفذ حرض، وزيادة الضرائب على المزارعين.
وذكر السكان في مناشدتهم أن ما حدث من انهيار فوق سبعة أشخاص كانوا يبحثون عن قوت يومهم هو كارثة إنسانية بكل المقاييس، وطالبوا بتحرك فوري لتقديم المساعدة والدعم لأسر الضحايا والناجين.
وطالب سكان المنطقة بأن تتحمل مليشيات الحوثي مسؤوليتها في توفير الحماية والرعاية للمواطنين، وخاصة في منطقة حجور التي تعاني من الفقر والتهميش، بسبب إغلاق منفذ حرض وزيادة الضرائب على زراعة نبتة القات، وهو المصدر الرئيس للرزق في هذه المناطق.
كما طالبوا الجماعة الحوثية بتحسين ظروف الحياة في هذه المناطق، من خلال فتح منفذ حرض، أو فتح السوق الرئيسة أسوة بغيرها من المحافظات الحدودية، أو إعفاء المزارعين من الضرائب في جميع أسواق البلاد لتقليل معاناتهم.
المصدر: "الشرق الأوسط"