عاش سكان صنعاء في شهر مايو الفائت حالة من الرعب والخوف، جراء الإرهاب الحوثي والإسرائيلي الذي استهدف المدينة وأدى إلى مقتل المئات من المدنيين، وتدمير عشرات المنازل والبنى التحتية ومقدرات الدولة.
فقد شهدت صنعاء جرائم متعددة تنوّعت بين القتل والتفجير والاختطاف وتقييد الحريات، وعسكرة الأحياء السكنية، وتدمير منازل وممتلكات عامة، وإصدار قرارات من المحاكم بحق صحفيين ورجال أعمال.
وبحسب وحدة الرصد في "مركز العاصمة الإعلامي"، فقد تم رصد أكثر من 400 جريمة، كان أبرزها جريمة استهداف مطار صنعاء من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي، وجريمة تفجير مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في منطقة صرف.
وقد أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير مطار صنعاء وخروجه عن الخدمة، وأربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، كانت محتجزة لدى الحوثيين، ورفضت الميليشيات الإرهابية عروضًا من الشرعية بإخراجها إلى مطارات محايدة لتجنيبها التدمير
وأدى انفجار مخازن الأسلحة التابعة للحوثيين في 22 مايو بمنطقة "صرف" إلى تدمير منازل بالكامل، وتضرر أكثر من 100 منزل، ومقتل وإصابة 250 مدنيًا.
وبحسب شهادات سكان وأقارب الضحايا، فقد فنيت عائلات بأكملها، سبع منها تنحدر من منطقة وصاب بمحافظة ذمار.
وتعمّدت عناصر الحوثي نشر شائعات عن غارات إسرائيلية محتملة في منطقة شملان، وقد أدى ذلك إلى نزوح مئات الأسر، وتوقّف مؤسسات حيوية في المنطقة، وسبقها عملية نزوح في شارع الجزائر نتيجة شائعات حوثية عن غارات تستهدف المكان.
وأعقبت تلك الشائعات، وما تسببت به من نزوح للسكان، عمليات نهب وسرقة ممنهجة لمنازل المواطنين في المنطقتين.
كم تم رصد 22 جريمة تهدف إلى تقييد الحريات، منها إصدار أحكام مسيّسة بحق الصحفي المياحي، وقرارات تحد من حرية التصوير وتحاصر عمل المصورين وصانعي المحتوى بفرض شروط مسبقة.
ونفذت عناصر الحوثي خلال شهر مايو 40 جريمة اختطاف، وجريمة قتل متعمدة، وخمس جرائم تهديد بالقتل والاختطاف والاعتداء طالت قضاة ومحامين، وست جرائم اقتحام منازل وترويع النساء والأطفال، وجريمة نهب مجوهرات نسائية خلال عملية تفتيش.
كما قامت عناصر حوثية بثلاث حملات جباية على التجار، وأجبرتهم على دفع أموال بذريعة إصلاح مطار صنعاء ودعم قوات الجماعة في الجبهات، بالإضافة إلى إصدار حكم مسيّس بحق عدنان الحرازي يقضي بسجنه 15 عامًا ومصادرة شركاته وأمواله.
وواصلت ميليشيا الحوثي خلال شهر مايو استغلالها لحرب غزة، وغارات الاحتلال الإسرائيلي على مطار صنعاء، واتخذتها ذريعة لقمع المجتمع وارتكاب جرائم بلا هوادة طالت حياة السكان وأموالهم.
كما نفّذت الميليشيات حملات اعتقال واسعة لا تزال تفاصيلها طي الكتمان، وذلك على خلفية انفجار صرف، ونشر سكان في المنطقة مشاهد وصورًا للتدمير الذي خلّفه الانفجار.
الجرائم والانتهاكات الممنهجة التي وثقها مركز العاصمة، تؤكد تصاعد الانتهاكات الحوثية وجرائمها بحق المدنيين ومؤسسات الدولة، بالتوازي مع العدوان الإسرائيلي الذي جلبته الميليشيات لتدمير ما تبقى من مقدرات الدولة وبنيتها التحتية.
ويعكس التصعيد الحوثي اتجاه المدنيين وسكان صنعاء، حالة الخوف والقلق التي تعتري قيادات الجماعة الإرهابية، بعد تنامي الغضب والسخط الشعبي ضدها.
كما تشير بعض تلك الانتهاكات والجرائم إلى اتساع الصراعات البينية بين مشرفي وأجنحة الميليشيات، والتي يدفع المدنيون ثمنها باهظًا بأرواحهم وأموالهم