أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ان بلاده ستقديم مشروع قرار للأمم المتحدة لإنهاء الحرب والحصار على قطاع غزة، قائلا "يجب وقف دوامة العنف في غزة".

وأكد رئيس الوزراء الإسباني، خلال مشاركته في أعمال القمة العربية الـ 34 المنعقدة اليوم، في العاصمة العراقية بغداد، إن "أرقام القتلى في غزة هائلة وغير مقبولة وتنتهك القانون الدولي".

ودعا سانشيز، إلى دعم حل الدولتين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، معبرا عن دعمه مؤتمر السلام الذي ترأسه السعودية وفرنسا لحل الدولتين.

وشدد رئيس الوزراء الإسباني على أنه "يجب الضغط على إسرائيل لوقف المذابح في غزة".

تأكيد يمني على الثوابت العربية:

وفي كلمة اليمن إلى القمة العربية، أكد فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ان اليمن سيظل كما كان على مر التاريخ، عمقاً أصيلاً، وسنداً مخلصاً لقضايا أمته، وشريكاً فاعلاً في صون الأمن القومي العربي والدفاع عن مصالحه العليا.

وجدد رئيس مجلس القيادة، التزام الجمهورية اليمنية المطلق بالثوابت العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق شعبها في الحرية والاستقلال، وانهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

وأوضح الرئيس، أن الظروف الاستثنائية، والتحديات التي تتهدد منطقتنا العربية، تتطلب وقفة صادقة وشجاعة، بدءا بتحويل مقررات هذه القمم الى أفعال، والانتقال الى أفق اكثر جدية من التضامن، وردع التهديدات الارهابية المشتركة. مشيرا إلى أن في طليعة هذه التهديدات، تأتي التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، ومحاولات تمزيق دولنا الوطنية، ومؤسساتها الشرعية عبر جماعات إرهابية مارقة، غلبت مشاريع داعميها ومصالحها الضيقة، على مصالح امتنا، وامنها القومي.

دعوة عراقية لإنقاذ غزة:

وفي افتتاح القمة، دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى عمل عربي جاد لإنقاذ غزة، مؤكدا أن الإبادة الجماعية في القطاع بلغت مرحلة بشعة لم يشهدها التاريخ.

وأكد السوداني، مواقف بلاده الداعمة لوحدة سوريا والرافضة للاعتداء على أراضيها، مبديا ترحيبه بقرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عنها، كما شدد السوداني على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وحقن دماء شعبه.

مصر: الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم ممنهجة:

من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم ممنهجة  تهدف إلى إنهاء وجوده في غزة، وحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الضغط لوقف إطلاق النار، قائلا إن مصر تعتزم تنظيم مؤتمر دولي لإعمار القطاع فور توقف العدوان.

ودعا السيسي إلى استثمار رفع العقوبات الأميركية لتحقيق مصالح الشعب السوري، كما دعا إلى وقف إطلاق النار في السودان، وإلى مسار حل في ليبيا يفضي لانتخابات حرة.

"مشروع لتقويض حل الدولتين":

وفي كلمته الى القمة قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن عمليات القتل والتهجير الإسرائيلية جزء من مشروع لتقويض حل الدولتين، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل وتنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة.

ودعا عباس إلى تخلي حركة حماس عن سيطرتها على غزة وتسليمها وجميع الفصائل السلاح إلى السلطة الفلسطينية.

"تصفية القضية الفلسطينية":

من جهته، قال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، إن بلاده تريد إيقاف الحرب في غزة والسماح بإدخال المساعدات.

وفي مداخلات أخرى بقمة بغداد، قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن القضية الفلسطينية تشهد تصفية وسط فرض الاحتلال رؤيته العبثية للسلام، بينما دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى تأمين وصول المساعدات الإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.

أما وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، فقال إن سوريا تعود اليوم إلى حضنها العربي، وأشاد بالخطوات العربية لرفع العقوبات عن بلاده وكسر عزلتها، مؤكدا أن سوريا الجديدة لجميع أبنائها ولا مكان فيها للعزل والتمييز، كما أنها لا تعادي أحدا بل تفتح أياديها للجميع.

وانطلقت في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، أعمال القمة العربية الـ 34، بحضورِ قادة ومسؤولين عرب، بالإضافة إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.

دعم الحوار السوري الشامل:

وتصدر جدول أعمال القمة العربية، قرار يدعم الحوار الشامل في سوريا، واحترام خيارات الشعب السوري، بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سوريا اللذين ينعكسان على أمن واستقرار المنطقة، ودعم وحدة الأراضي السورية، ورفض جميع التدخلات في الشأن الداخلي، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية.

رفض تهجير الفلسطينيين:

كما صادق القادة العرب على قرار يرفض تهجير الفلسطينيين «داخل أراضيهم أو خارجها» مطالبين بالوقف الفوري للحرب في قطاع غزة، جميع الأعمال العدائية التي تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء.

وجاءت القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين، المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، تحت شعار: "حوار وتضامن وتنمية"، وسط ملفات عربية ساخنة، أبرزها حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ عام ونصف، إلى جانب أزمات عربية أخرى تشمل اليمن وسوريا والسودان وليبيا..

إقرار بنود جدول أعمال القمة:

وكانت قد شهدت بغداد، يوم الخميس الماضي، اجتماعا تحضيريا لوزراء خارجية الدول العربية، بمشاركة وزير الخارجية وشئون المغتربين الدكتور شائع الزنداني،  تمهيدا للقمة على مستوى القادة.

وأقر وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم التحضيري، بنود جدول أعمال القمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بين 5 ملفات و5 مبادرات.