تواصل مليشيا الحوثي، اعتقال المحامي محمد لقمان، في مكان مجهول، لليوم التاسع على التوالي، بعد أن تم اختطافه من مكتبه في حي الدائري بالعاصمة صنعاء، على خلفية آرائه التي عبّر عنها في منشور على حسابه بموقع فيسبوك.

وأكد مصدر حقوقي مطّلع ، أن عملية الاعتقال تمت، عصر الخميس 8 مايو الجاري، إثر انتقاد المحامي لقمان، عبر منشور، تجاهل مليشيات الحوثي، لحقوق الضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية.

وكان لقمان قد تساءل في آخر منشور له قبل تسعة أيام، إن كان هناك ضحايا أو إصابات أو أضرار نتيجة لاستهداف المواقع التي طالتها الهجمات؟ أم أنها غير ذات قيمة؟. مؤكدا إن للضحايا حقوقًا، أقلها التوثيق في سجلات وزارتي الداخلية والصحة..

وقال في نفس المنشور، أن 
ما هو أخطر من الهجمات على المواقع الحيوية كمحطات الكهرباء والمصانع، هو خطاب التهليل والتقليل من جسامة الأضرار والجرائم المرتكبة بحق المدنيين في مناطق مأهولة بالسكان. قاصداً بذلك الخطاب الحوثي.

وفي تعليق على اعتقال المحامي لقمان، قال المحامي عبدالعزيز البغدادي، النائب العام الأسبق لدى مليشيات الحوثي، عبر حسابه على فيسبوك: "الأستاذ المحامي محمد لقمان من أبرز المدافعين عن الحقوق والحريات، وما جرى بحقه يُعد إخفاءً قسريًا لا يليق بأي سلطة، خصوصًا في ظل الأوضاع القاسية التي تمر بها البلاد."

وأضاف البغدادي: "احتجاز محامٍ دون سند قانوني مؤشر خطير على غياب العدالة، ونطالب بالإفراج الفوري عنه، أو إعلان تهمة واضحة إن وُجدت، فالمحاماة مهنة مدنية، وإهانة المحامي إهانة لمنظومة العدالة بأكملها."

وتشهد العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة بقوة السلاح لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية تصاعداً كبيراً في جرائم القتل والانتهاكات، في إطار حملة ممنهجة لخنق حرية الرأي والعمل الحقوقي، ومنع أي جهود أو انتقادات تهدف إلى الدفاع عن حقوق المواطنين أو كشف جرائم المليشيات.