أطلق عليها النقاد لقب «قطة السينما»، كما لقبت بـ«إيقونة السينما المصرية» و«ملكة الرومانسية» في عصرها الذهبي، وحقق فيلمها "يوم من عمري" مع العندليب عبد الحليم حافظ، نجاحا ساحقا، وظلت المشاهد والمواقف والإفيهات التى يزخر بها الفيلم حاضرة لسنوات طويلة فى أذهان ووجدان المشاهدين من المحيط إلى الخليج ، خاصة فيما يتعلق بقصة الحب الرومانسية بينها وبين العندليب فى الفيلم.
لكن الكثير من المشاهدين لا يعرفون أن قصة الحب بين الفنانة زبيدة ثروت والفنان عبدالحليم حافظ، في فيلم يوم من عمري ، كانت واقعية جدا، إذ إن الفنانة الكبيرة ، اعترفت أنها لم تحب في حياتها سوى العندليب لكن والدها رفض زواجها منه.
نشأتها
الفنانة زبيدة ثروت ولدت في 14 يونيو 1940 بمدينة الإسكندرية ، وهي مصرية من أصول شركسية، كان والدها يعمل ضابطًا، ووالدتها حفيدة السلطان حسين كامل ودرست بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، وعملت كمحامية تحت التمرين لفترة إرضاءً لجدها الذي كان رافضًا لفكرة دخولها إلى عالم الفن، وهددها بالحرمان من الميراث، راغبة منه في أن تكون محامية ناجحة مثله خاصة مع شهرته الكبيرة كمحامي على مستوى مدينة الإسكندرية، ولكنها تركت المحاماة بعد فترة واتجهت للعمل الفني.
حبها للعندليب
رغم تعدد زيجات زبيدة ثروت إلا أنها لم تحب سوى العندليب عبدالحليم حافظ، بحسب ما ذكرته في آخر لقاءاتها التلفزيونية قبل وفاتها، وكان رفض والدها زواجها منه بعد طلبه منه يدها أثناء تصوير فيلم "يوم من عمري"، وقال له :"مش هجوز بنتي لمغنواتي" وأخفى عنها العندليب هذا الأمر ولم تعرف ابدا.
وذكرت زبيدة ثروت أيضا أنه لو كان تقدم للزواج منها مرة ثانية لكانت وافقت على الفور، وقالت: "وصيتي ماتدفنونيش غير جنب حليم"، معبرة بذلك عن استمرار حبها له، ولكنها دفنت فى مقابر أسرتها بمصر الجديدة، وليس بجانب "العندليب" في مقابر "البساتين".
زيجاتها
وزبيدة ثروت، تزوجت 4 مرات، الأولى عام 1960م من ضابط في البحرية المصرية يدعى إيهاب الغزاوي، ثم تزوجت المنتج السوري صبحي فرحات، الذي أنجبت منه بناتهما الأربع (إسمت، ومها ، ورشا ، وريم)، ثم محمد إسماعيل، وآخر أزواجها الممثل عمر ناجي.
واعتزلت الفن في أواخر السبعينيات من القرن العشرين، بعد فيلم المذنبون للمخراج سعيد مرزوق، وكانت مسرحية "عائلة سعيدة جدًا" آخر عمل فني شاركت فيه قبل اعتزال التمثيل.
جمالها مفتاح نجوميتها
خاضت زبيدة ثروت صاحبة أجمل عيون في السينما المصرية، الكثير من مسابقات الجمال على مدار مشوارها، وكانت تفوز دائما بالمركز الأول في تلك المسابقات، الأمر الذى لفت أنظار المنتجين، الذين أكدوا أنها مؤهلة لتكون نجمة سينمائية من العيار الثقيل.
سجلت زبيدة ثروت أول ظهور لها بالسينما بمشاركتها فى مشهد صغير ضمن فيلم دليلة مع عبدلحليم حافظ وشادية عام 1956، ثم تتالت عليها الأعمال وقدمت الكثير من البطولات السينمائية والدرامية.
الأزهر يعترض على مشاركتها فى فيلم النبي يوسف
وسبق وكشفت زبيدة ثروت أن الكاتب الراحل يوسف السباعي طلب منها وهي في سن الرابعة عشر، أن تجسد شخصية النبي يوسف عليه السلام في أحد الأفلام، والذي كان يعد أول أفلامها، وقال السباعي: "مفيش أجمل منك يقدم الدور"، غير أن الأزهر اعترض على الفيلم وتوقف المشروع للأبد.
بيلية يطلبها للزواج
كما أكدت زبيدة ثروت أن نجم الكرة البرازيلى بيليه أحبها وطلب الزواج منها، وقالت : "كنا في مهرجان في الكويت ونزلت في نفس الفندق اللي فيه بيليه، وشافني أعجب بي وحبني وأنا لم أعلم من هو لأني مكنتش بحب الكورة، وطلب مني الزواج".
وتوفيت الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت، بالعاصمة المصرية القاهرة ، في 13 من شهر ديسمبر عام 2016، عن عمر يناهز 76 عاماً.