تسلمت الجمهورية اليمنية، اليوم، رئاسة الدورة الـ ١٦٢ لمجلس جامعة الدول العربية، في اجتماع المجلس على مستوى المندوبين الدائمين، المنعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة.
وأعرب مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير رياض العكبري، عن شكره وتقديره لمندوب جمهورية موريتانيا الاسلامية لدى الجامعة الحسين ولد سيدي، رئيس الدورة السابقة على كافة الجهود التي بذلتها دولته خلال فترة رئاستها والتي جاءت في ظل ظروف استثنائية عاشتها المنطقة العربية نتيجة الحرب الاسرائيلية الظالمة على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وقال السفير العكبري في كلمته " يشاهد الضمير العالمي، في هذا الزمن العصيب، وبدون ان يتحرك كما تقتضي القيم والقوانين الإنسانية، كيف يحتجز غلاة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال والعنصرية والفاشية والابادة الجماعية، العالم كله رهينة لخدمة اجندات اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يتباهى بطبيعته العنصرية الاستيطانية الاستعمارية الإرهابية، المناهضة لقيم حقوق الانسان والحرية، وكيف تداس القيم الإنسانية، وقرارات الشرعية الدولية، على مدار الساعة، في الوقت الذي يعجز فيه مجلس الامن الدولي عن وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الفاشية ضد الشعب الفلسطيني، رغم تزايد وعي الراي العام العالمي الحر بان الوقت قد حان لكسر دائرة إفلات إسرائيل من العقاب".
وأضاف العكبري "ان هذه الدورة لمجلس جامعة الدول العربية سوف تكرس بدرجة رئيسية للاتفاق على موقف عربي مشترك إزاء العدوان الصهيوني الفاشي على شعبنا الصامد في الأرض الفلسطينية المحتلة، فالحقيقة الماثلة امام الجميع اليوم هي ان شعبا محتلاً اعزلاً يتعرض للإبادة الجماعية الممنهجة، والتطهير العرقي والتجويع المتعمد، والتهجير، لتصبح هذه المآسي والجرائم عنوانا للفشل الذريع لما يطلق عليه المجتمع الدولي ولمجلس الامن الدولي، حيث ترك الشعب الفلسطيني وحيدًا يكابد جرائم الاحتلال وعواقبها الكارثية".
وأشار العكبري، الي انه في ظل هذا الوضع المأساوى نجدها فرصة لنعرب عن تقديرنا لتلك الدول والرأي العام الحر الذي عبر عن تحرره من هيمنة اللوبيات المساندة لإسرائيل، ووقف وقفته التاريخية الرائعة متضامنا مع الشعب الفلسطيني، ويدين بشجاعة ويفضح الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزه وعموم الأرض الفلسطينية.
ولفت السفير العكبري، الى ان اجتماعات هذه الدورة ستبحث التحرك العربي لحث المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي على اتخاذ عقوبات فعالة بحق الاحتلال الإسرائيلي، وارغام إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، ولأوامر محكمة العدل الدولية، وإلزامها بالإذعان للتدابير المؤقتة التي أَمَرَت بها محكمة العدل الدولية في الأمرين الصادرين عنها، والراي الاستشاري التاريخي الصادر عن محكمة العدل الدولية في ١٩ يوليو المنصرم، والذي تترتب عليه اثارا قانونية تلزم إسرائيل بإنهاء احتلالها غير القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية غير الشرعية، واجلاء جميع المستوطنين من الأراضي المحتلة فورا ومن دون قيد او شرط.
وجدد التأكيد على ادانة الحكومة اليمنية الشديدة لتصريحات رئيس حكومة الكيان المحتل بشأن محور فيلادلفيا، والتي تضمنت مزاعم لتبرير الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقوانين والأعراف الدولية، ووقوفها و تضامنها التام مع جمهورية مصر العربية الشقيقة، إزاء تلك التصريحات الاستفزازية ورفضها التواجد العسكري الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح، ودعمها الكامل للجهود المصرية الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مثمناً الجهود المبذولة من قبل الاشقاء في مصر وقطر من اجل الوصول الى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.