بايدن مخاطباً نتنياهو بحزم: توقف عن خداعي ولا تعتمد على أمريكا لإنقاذك
الأحد 4 أغسطس 2024 الساعة 17:02
المنارة نت / تقارير

في ظل تصاعد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط، كشفت مصادر أمريكية مطلعة عن مكالمة هاتفية "حازمة" بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووفقًا لموقع "أكسيوس"، طالب بايدن، نتنياهو بوقف تصعيد التوترات في المنطقة، والتحرك فورًا نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، مهددًا بوقف الدعم الأمريكي لتل أبيب في حالة صعدت الأخيرة من جديد.

من جهتها ذكرت صحيفة "جيروساليم بوست"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن غير من لهجة خطابه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

 وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى ما نشرته القناة "12" الإسرائيلية، حيث كشفت عن محادثة جرت هذا الأسبوع الماضي بين بايدن ونتنياهو.

وأوضحت القناة أن نتنياهو قال لبايدن خلال المكالمة: "نحرز تقدما في المفاوضات، أرسلوا وفدا لمتابعة التفاصيل"، ليرد عليه بايدن بالقول: "توقف عن خداعي".

وبحسب الصحيفة، فإن الاعتراض ينطلق من الشعور الأمريكي بأن نتنياهو أخفى عن بايدن خططه لتنفيذ الاغتيالات، بعد أن ترك انطباعا الأسبوع الماضي باستجابته لطلب الرئيس الأمريكي بالتركيز على التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

"لا تعتمدوا على دعمنا":

في تطور لافت، نقل المسؤول الأمريكي عن بايدن تحذيره لنتنياهو: "إذا قمت بالتصعيد مرة أخرى، فلا تعتمد على الولايات المتحدة لإنقاذك"، ما يشير إلى أن واشنطن قد تعيد النظر في دعمها التقليدي لإسرائيل إذا استمرت الأخيرة في اتخاذ خطوات أحادية تهدد الاستقرار الإقليمي.

من جهته، ردّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان قائلًا: "أبلغ رئيس الوزراء نتنياهو الرئيس بايدن أنه يقدر الدعم الأمريكي، وأنه بصفته رئيسًا لوزراء إسرائيل يتصرف فقط وفقًا للاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل"، ما يشير إلى استمرار التباين في وجهات النظر بين الحليفين حول كيفية إدارة الأزمة الراهنة.

لقاء ساخن:

وكشف "أكسيوس" عن تفاصيل مثيرة حول اللقاء الأخير بين بايدن ونتنياهو في البيت الأبيض، والذي يبدو أنه كان أكثر توترًا مما ظهر للعلن، فوفقًا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين على دراية وثيقة بمجريات الاجتماع، فإن بايدن أصبح عاطفيًا للغاية في نهاية اللقاء، إذ رفع صوته مطالبًا نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق بشأن غزة في أسرع وقت ممكن.

ونقل مسؤول إسرائيلي كبير عن بايدن قوله بلهجة حازمة: "أريد التوصل إلى اتفاق خلال أسبوع إلى أسبوعين".

وأضاف المسؤول أن بايدن شدد على أن "صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار هي أهم شيء في الوقت الراهن".

وفي لقاء لاحق مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة، كرر بايدن رسالته لنتنياهو قائلًا: "نحن في نقطة تحول... نحتاج إلى بذل كل ما في وسعنا لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار الإقليمي، حتى لو لم تكن الصفقة مثالية. حماس تريد الصفقة الآن.. قد يتغير ذلك".

اغتيال هنية:

وفي تصريحات لاحقة للصحفيين، وصف بايدن مكالمته مع نتنياهو بأنها كانت "مباشرة جدًا".

وأكد الرئيس الأمريكي أن هناك أساسًا لوقف إطلاق النار، مشددًا على أن نتنياهو يجب أن "يتحرك بشأنه الآن".

وعندما سُئل عما إذا كان اغتيال زعيم حماس هنية قد أفسد فرص التوصل إلى اتفاق، أجاب بايدن: "لم يساعد ذلك".

هذه التصريحات تعكس حجم القلق الأمريكي من تداعيات العمليات الإسرائيلية الأخيرة على جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

احتدام التوتر بين نتنياهو وقادة إسرائيليين:

وفضلا عن التوتر الواضح بين نتنياهو وبايدن والمسؤولين الأمريكيين فقد ظهرت معلومات جديدة عن احتدام التوتر في المباحثات بين نتنياهو وقادة الأمن الإسرائيليين، حول صفقة التبادل.

حيث قال رئيس أركان قوات الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، لنتنياهو أن هناك شروطا لصفقة تبادل الأسرى، مضيفا "أعتقد أن من الصواب الدخول في المفاوضات وتحقيق أفضل نتيجة ممكنة".

وقال هاليفي: "سنستمر في الضغط على حماس حتى ذلك الحين، وبعد تأمين الصفقة، يمكننا تحويل انتباهنا إلى الشمال، وفيما بخص محور فيلادلفيا، أقترح عدم جعله عقبة تمنعنا من إعادة 30 اسيرا إلى الوطن ضمن المرحلة الأولى، نصفهم من النساء."

وأيد وزير الدفاع يوآف غالانت مطالب هاليفي قائلا:"لأسباب أخلاقية واستراتيجية، أعتقد أنه يجب علينا أن ننظر إلى الصفقة كفرصة، لن تكون هناك صفقة في ظل الشروط التي حددتها، وأنت تعلم ذلك، لا يوجد سبب أمني لتأخير الصفقة، وبما أننا نتحدث بصراحة، فسأخبرك أن اعتباراتك سيد نتنياهو لا تصب في مصلحة الصفقة".

وقالت مصادر مطلعة على مفاوضات صفقة الرهائن للقناة "12": "هذه رحلة بروتوكولية، ومضيعة للوقت، مواقف نتنياهو الحالية لن تؤدي إلى تقدم حقيقي".

بعد هذه التقارير، كرر مكتب رئيس الوزراء تصريحه بأن نتنياهو يتوقع من الولايات المتحدة عدم التدخل في السياسة الإسرائيلية.

وأضافت المكتب أن "التسريبات والإحاطات الكاذبة من مصادر مجهولة في وسائل الإعلام تخلق انطباعا مضللا لدى الجمهور".

واتهم نتنياهو كل من يقترح الموافقة على مطالب حماس، بالرغبة في الحصول على الثناء والتصفيق بالرغم من أن مثل هذا القرار سيضر بفرص الإفراج عن الرهائن ويقود إسرائيل للعودة إلى واقع الـ6 من أكتوبر." حسب قوله.

هذا وعاد الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد دافيد برنيع ورئيس الشاباك رونين بار من القاهرة بعد وصوله اليوم لإجراء محادثات حول صفقة الرهائن بسبب خلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي وقت سابق وردا على ما نشرته مواقع عبرية حول تخلي نتنياهو عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، قال مكتب رئاسة الوزراء في بيان إن "نتنياهو أمر الوفد بالمغادرة إلى القاهرة ليلة السبت أو الأحد".

متعلقات